احتفلت «طيران الإمارات» أمس بالعيد الـ 34 على انطلاق أولى رحلاتها، حيث تحولت بفضل الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، من ناقلة صغيرة بدأت عملياتها بطائرتين مستأجرتين في 25 أكتوبر عام 1985 إلى عملاق عالمي يحدد الاتجاهات في صناعة الطيران، لتجسد بذلك قصة نجاح دبي، ودولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام، مع ترسخ مكانتها في صدارة أكبر اللاعبين في قطاع النقل الجوي العالمي، ولتحلق عالية وبسرعة على مسار الطموحات الكبيرة لدبي، ولتكون الناقلة محركاً رئيساً لصناعة الطيران العالمي عبر أسطول متنوع ضخم وحديث ولتشق طريقها بقوة إلى عالم الغد والمستقبل.
ولم تقتصر نجاحات طيران الإمارات على صناعة الطيران العالمية فقط، وإنما باتت تعد مساهما رئيسياً في نمو الاقتصاد المحلي، إذ بات التأثير المالي لمجموعة طيران الإمارات على الاقتصاد الوطني يتجاوز 100 مليار درهم، كما أصبحت من أكثر المؤسسات غير الحكومية من حيث عدد الموظفين، إذ ارتفع إجمالي عدد العاملين في المجموعة إلى أكثر من 100 ألف موظف في القطاعات الفنية والتخصصية والضيافة.
كما باتت طيران الإمارات من أكثر الجهات استقطاباً لمواطني دولة الإمارات، حيث تنشط المجموعة في استقطاب وتدريب وتأهيل الخريجين المواطنين، وتعمل على إتاحة المجال لهم لتبوء مناصب قيادية وإشرافية في مختلف الأقسام والعمليات.
وحرصت طيران الإمارات منذ تأسيسها على الاستثمار المكثف في أحدث التقنيات والمنتجات والطائرات، بحيث باتت تحدد الاتجاهات الجديدة في صناعة الطيران العالمية، كما ساهم الارتقاء بمعايير المنتجات والخدمات للمسافرين في تتويج الناقلة بعشرات الجوائز العالمية على مدر السنوات الماضية. وجاءت قصة نجاح «طيران الإمارات» وتحقق الحلم وتحوله إلى حقيقة مضيئة رغم التحديات العالمية والمنافسة القوية وتقلبات أسعار النفط والسياسات الحمائية من جانب بعض الدول لحماية ناقلاتها من منافسة الناقلة الفتية، حيث حلقت الناقلة إلى عالم من التميز في الخدمات لتهدي ركابها أفضل تجارب السفر والترفيه الجوي مع اعتماد أعلى منظومات الأمان والراحة والتسهيلات للمسافرين، سواء فوق السحاب وفي الأجواء أو على الأرض في مطارات دبي وصالات طيران الإمارات المميزة في العالم.
وسطرت «طيران الإمارات» نموذجاً فريداً ومعجزة حقيقية لتقود تغيير صياغة مفاهيم السفر الجوي العالمي وحققت ريادة عالمية تعكسها الأرقام والبيانات الرسمية، حيث تسيّر حالياً 1500 رحلة أسبوعياً لتربط دبي مع قارات العالم المختلفة عبر شبكتها المتنامية من خلال 268 طائرة من طرازي بوينغ وإيرباص الأحدث عالمياً والأكثر تطوراً، فيما وصل عدد الركاب العام الماضي إلى 59 مليون راكب عبر 192 ألف رحلة جوية لتقطع طائراتها 908 ملايين كيلومتر.
مجموعة عملاقة
وخلال رحلتها على مدار الـ 34 عاماً الماضية تحولت الناقلة من شركة طيران صغيرة إلى مجموعة عملاقة تضم 80 شركة متخصصة في صناعة السياحة والسفر والضيافة ولتتألق علامتها بين أشهر وأكثر العلامات التجارية العالمية من حيث القيمة ولتلعب دوراً حيوياً في إنعاش الحركة عبر مطار دبي الدولي ليحتل الصدارة عالمياً في عدد المسافرين الدوليين, وبفضل أسطول حديث يضم 110 طائرات من طراز إيرباص «A380» العملاقة تتصدر به الناقلة المشغلين العالميين بهذا الطراز تترسخ مكانة دبي السياحية لتحتل الإمارة مكانة مميزة بين الوجهات العالمية للسفر 2020 وفقاً لتقارير دولية متخصصة، كما عززت الإمارات مكانتها لتحصد المرتبة الـ 12 عالمياً ضمن أفضل وجهات السفر للعام المقبل وفق تقرير «سنترال هوليدايز الصادر أول من أمس».
وحققت الشراكة طيران الإمارات وكل من بوينغ وإيرباص نجاحات كبيرة على مدار الـ 3 عقود الماضية، حين تسلمت الناقلة أول طائرة إيرباص، لتنطلق بعدها في مسيرة استثنائية، شكلت خلالها شبكة عالمية، تصل إلى أكثر من 158 وجهة في 6 قارات، ولأكثر من 85 دولة، ولتصبح بذلك إحدى أكبر الناقلات في العالم.
وبفضل طموحها الذي لا يعرف الحدود تدرس طيران الإمارات عدة عروض من مدن أوروبية، لتشغيل خدمات منتظمة تحت إطار الحرية الخامسة، التي تسمح لشركات الطيران بتسيير رحلات بين دول أجنبية، وذلك بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها رحلاتها إلى نيويورك، عبر مطار ماليبنزا في ميلانو الإيطالية، وإلى مطار نيوآرك ليبرتي في الولايات المتحدة الأمريكية، عبر العاصمة اليونانية أثينا، وأعلنت الناقلة مؤخراً أنها ستقوم بتشغيل رحلات يومية، بموجب الحرية الخامسة، بين دبي ومكسيكو سيتي عبر برشلونة.