زرت مدينة الصويرة المغربية التي امضيت فيها وقتا ممتعا مع الأصدقاء الإعلاميين من دول مجلس التعاون الخليجي والمكتب المغربي الوطني للسياحة , فلطالما حلمت بزيارة الصويرة والتنزة علي شاطئها وحدائقها التي تقع على الساحل الغربي للاطلسي .
الصويرة، مغرب لم يخطر لكم على بال، حيث الأسوار والميناء وطيور النورس التي تجوب السماء و تملؤها هديلا، والشواطئ الشاسعة و عطر الهواء البحري …
تتميز الصويرة بجوها الرطب. فلا تفوتنكم لحظة الاستمتاع بمشهد المراكب عائدة في نهاية الفترة الصباحية وهي محملة بالأسماك. فلا تضيعوا على أنفسكم فرصة تذوق أسماك السردين المشوية أو الكركند مباشرة في الميناء إذ لا يمكنكم أن تجدوا مثيلا لجودتها كما أن تلك اللحظات و الأجواء ستظل راسخة في أذهانكم… ثم عودوا إلى المدينة بعد ذلك عبر باب المرسى .
تمنح صقالة القصبة، مسطبة خاصة بالمدفعية، انطلاقا من حصنها الشمالي، إطلالة لا مثيل لها على هذه المدينة، المصنفة من قبل اليونيسكو ضمن الإرث العالمي، وكذا على صقالة الميناء و على المحيط. غادروا منطقة المدافع الأوروبية القديمة وتوجهوا للإطلال من الحصون على الشارع، حيث أقام أشهر صانعي الخشب في المغرب أوراشهم. فهم يشتغلون على خشب الصنوبر المحلي لينتجوا تحفا نادرة مما يستحق زيارتكم. وستجدون دون عناء من التحف ما تخلدون به زيارتكم للصويرة عند عودتكم إلى بلدانكم. وبساحة مولاي الحسن ستستمتعون بالجلوس إلى شرفات المقاهي والمطاعم الكثيرة النشيطة.
سيقوم الكناوة، أحفاد العبيد الأفارقة، بطقوس “الجدبة” و الرقيا والعلاج على وقع موسيقى أصيلة خاصة تصاحبها أغان ورقصات. منذ أزيد من عشر سنوات تستضيف الصويرة في بداية فصل الصيق مهرجانا دوليا يعرف إقبال آلاف الزوار للاستمتاع بموسيقى الكناوة و كذا بغيرها من أنواع الموسيقى العالمية مثل الجاز والبلوز.
يمتد شاطئ الصويرة كحزام يتجاوز طوله العشر كيلومترات، يعانق أمواج المحيط و يدهش بشساعته وهدوئه، وبمجرد أن تطأ أقدامكم هذه الرمال الصافية الناعمة حتى تنتابكم حيوية لا مثيل لها مصدرها الهواء البحري الرائع.
الصويرة مدينة تخلب الأنظار و الأفئدة . فأسوارها وهوائها البحري و شاطئها النقي و هدوؤها، ستترك في أعماق قلويكم ذكريات لا تنسى.