ينطلق اليوم عام دراسي يسطر فصلاً جديداً من فصول التميز والتفاني، لدولة الإمارات على مواصلة العطاء وتقديم عام دراسي آمن للطلبة، وسط تجهيزات وإجراءات تحقق أمن وسلامة طلبة المدارس، حيث يباشر 282 ألفاً و134 طالباً وطالبة في المدارس الحكومية دوامهم المدرسي، مع انطلاق العام الدراسي 2021 ـ 2022 وسط استعدادات مكثفة اتخذتها مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي لاستقبال الطلبة في مدارسهم على أتم صورة.
وتنطلق الحقبة التعليمية بثلاثة أنظمة تعليمية (الواقعي والافتراضي والهجين)، فيما حرصت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي على رفع جاهزية المدارس الحكومية والبالغ عددها 564 مدرسة حكومية على مستوى الدولة، وفق خطط تشغيلية متكاملة لإدارة حركة الطلبة في مدارسهم تراعي سلامتهم وبنفس الوقت استمتاعهم بمرافق المدرسة.
ويطبق بروتوكول تشغيل المنشآت التعليمية المعتمد من قبل الجهات المعنية في المدارس، حفاظاً على سلامة الطلبة والكوادر الإدارية والتدريسية والفنية، بما يتوافق مع طبيعة الظروف الراهنة التي تستدعي مزيداً من المتابعة والتعاون بين مختلف مكونات المجتمع المدرسي إلى جانب أولياء الأمور، مع الأخذ بعين الاعتبار التدرج بإعادة الطلبة إلى مدارسهم وإتاحة خيار التعلم عن بعد لولي الأمر، أو تأخر بعض الطلبة بالالتحاق بالدوام الحضوري بسبب استكمال متطلباته كنتيجة الفحص السلبية.
وأشاد معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، بالتحضيرات والاستعدادات وحجم العمل الكبير الذي شهدته الفترة الماضية من أجل تهيئة بيئة مثالية لاستقبال الطلبة للعام الدراسي الجديد 2021 ـ 2022، في مدارس الدولة كافة ومؤسسات التعليم العالي والمعاهد ومراكز التدريب والحضانات، وضمان سير الدراسة ضمن بيئة صحية وآمنة وإجراءات احترازية ووقائية، مؤكداً أنه مع انطلاق العام الدراسي الجديد، تثبت الإمارات مرة أخرى قدرات استثنائية في مواجهة التحديات والاستباقية والمرونة والحكمة في اتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة المجتمع المدرسي خاصة والمجتمع بصفة عامة.
وقال معالي الحمادي: إن التعليم على المستوى العالمي على المحك أما هنا، فالإمارات تستبق المستقبل وتوظف الإمكانات لاستدامة التعليم، وهذا نتاج رؤية ورعاية ودعم القيادة الرشيدة، والعمل بتناغم من قبل كوادرنا التدريسية والإدارية والطلبة وأولياء الأمور، حيث إن روح الفريق هي التي سادت وكانت الفيصل في استمرار رحلة التعلم.
وهنأ الكوادر التدريسية والإدارية والطلبة وجميع العاملين بالميدان التربوي والمؤسسات التعليمية، بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد، مؤكداً أن هذا العمل التربوي الكبير لم يأتِ من فراغ بل هو نتاج جهود ومسؤولية والتزام وعمل تشاركي، كان عنوانه، مصلحة الطالب والمعلم، واستمرارية التعلم.
وتمنى الحمادي عاماً دراسياً مفعماً بالإيجابية والنجاح والتفوق للطلبة، والاستفادة من التجارب الماضية في انطلاقة مميزة تعليمياً من مختلف عناصر العملية التربوية، داعياً إلى تضافر الجهود من قبل الكوادر التدريسية لاسيما في هذه المرحلة، وتوفير بيئة محفزة وآمنة ومتعافية، لإيصال أبنائنا الطلبة إلى بر الأمان، لبناء أجيال متعلمة ترسخ لحقبة جديدة من بناء الأوطان والحفاظ على المكتسبات وتنمية المقدرات ونهضة الوطن الحضارية.
وذكر أن ثمة إطاراً عاماً لتشغيل المنشآت التعليمية تم تحديثه وتعديله بما يتناسب مع الواقع الجديد، حيث يتضمن إجراءات السلامة والوقاية المتبعة للعام الدراسي الحالي، والتي تم خلالها مراعاة مصلحة الطلبة، وفي الوقت ذاته ضمان سير العملية التعليمية بشكل اعتيادي، مع اتخاذ أفضل التدابير الاحترازية، لضمان سلامة عناصر طلبة مؤسسات التعليم العالي والتعليم العام، من أجل عودة آمنة للطلبة والكوادر التدريسية.
وقالت معالي جميلة سالم المهيري وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، إن العودة للمدارس هذا العام تعد استثنائية في ظل استمرار جائحة كوفيد 19، وهذا يتطلب من الهيئات الإدارية والتدريسية العمل كفريق عمل واحد لإنجاز عودة آمنة للطلبة.
وأكدت ثقتها الكبيرة في الكوادر لتحقيق العودة الآمنة للطلبة وإيجاد صيغة تواصل فعالة مع أولياء الأمور، موضحة أنهم قادة في مدارسهم وأتطلع دائماً لأدوارهم القيادية.
وجددت ثقتها الكبيرة في مديرات رياض الأطفال، مؤكدة أهمية تهيئة البيئة والأجواء المناسبة لاحتواء الأطفال الجدد لأنها تعد من أهم المراحل التعليمية التي من خلالها تبدأ معها حب العلم والمعلم والتطلع وتزيد من القدرات التعليمية.
وأكدت الدكتورة رابعة علي السميطي مدير عام مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، جاهزية المدارس لاستقبال الطلبة وفق البروتوكولات المعتمدة، مشيرة إلى أهمية العمل بروح الفريق الواحد للتصدي لأي تحديات قد تطرأ، إذ تم اتخاذ ما يلزم من إجراءات ووضع أدلة ميدانية لمديري المدارس والكوادر التدريسية تمكنهم من المضي قدماً في استدامة التعليم الحضوري للطلبة في مدارسهم.
طورت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي ضمن استعداداتها لعودة الطلبة تصنيف لوني للمدارس ضمن أدلتها التي أتاحتها عبر موقعها الإلكتروني يشير إلى حالتها الصحية ككل أو لبعض صفوفها، ذلك بهدف خلق مرونة في التعامل معها وسرعة تصويب وضعها ضمن التوجهات العامة المنظمة لعودة الطلبة.
كما صممت المؤسسة ضمن فعاليات أسبوع التطوير المهني الذي نظم مؤخراً، حقائب تدريبية متخصصة تحاكي العودة الآمنة للطلبة، لضمان جاهزية كوادر الميدان لتطبيق أعلى معايير السلامة والأمان في البيئة المدرسية تحت متابعة وإشراف مباشر من مديري المدارس.