أكد خبراء وعاملون في قطاع السياحة، في المغرب بتفاؤل كبير عقب الشروع في استقبال السياح الأجانب والمغاربة المقيمين في الخارج، بعد تفعيل قرار فتح الباب أمام الرحلات الجوية وتخفيف الإجراءات الاحترازية الصارمة التي كانت مطبقة منذ بداية تفشي جائحة كورونا خلال شهر مارس من العام الماضي.
وساهم ارتفاع الحجوزات في الوحدات الفندقية والمنتجعات السياحية بكل من مراكش وأكادير، إلى جانب مدن أخرى، في بث هذه الروح الإيجابية داخل أوساط المهنيين الذين يأملون في الخروج من الأزمة التي مست القطاع السياحي.
وسجلت حركة غير اعتيادية في مطاري الدار البيضاء ومراكش وأكادير، لم يشهدا لها مثيلا منذ أواسط شهر مارس من سنة 2020، بعد إعلان الخطوط الملكية عن تخفيضات قياسية في أسعار تذاكر السفر انطلاقا من دول أوروبا وأمريكا وآسيا لفائدة مغاربة العالم.
أكد المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، عادل الفقير، أن الأولوية في السنوات الثلاث المقبلة بالنسبة للمغرب، على مستوى قطاع السياحة، هي إعادة بناء الطلب واستعادة قاعدته البالغة 13 مليون سائح.
وأوضح الفقير أنه “سيتعين علينا بالتأكيد انتظار التعافي، واجتياز فترة الانتعاش وإعادة البناء، ومراقبة السلوكيات والتوجهات الجديدة واستكشافها، لنتمكن من تحديد الإمكانات الحقيقية للوجهة السياحية”.
ويرى محمد صادق شاكر، من منسوبي وزارة السياحة المغربية، أن الخطوة التي اتخذها المغرب بشأن تطبيق تخفيضات غير مسبوقة في أسعار تذاكر الرحلات الجوية، “ستساهم في إعادة الانتعاش إلى قطاع السياحة بشكل كبير وبوتيرة تفوق كل التوقعات”.
وأضاف شاكر قائلا: “لقد سجلنا إقبالا منقطع النظير على الرحلات الجوية صوب المغرب، لاحظناه في مطاري مراكش والدار البيضاء،وأكادير وهو ما من شأنه تعزيز الطلب على الخدمات في القطاع الفندقي، ما سيساعد المهنيين على الخروج من الأزمة الحالية برأس مرفوعة”.
وقال الاستاذ رضا بونعيمي المسؤول في فندق خليج أكادير والخبير في المجال السياحي بأنه “تبين للجميع أن القطاع السياحي بصدد العودة إلى تحقيق نتائج إيجابية، ذلك أن إطلاق الرحلات الجوية بهذه الوتيرة قد ساهم في إعادة الأمل للمهنيين من أجل استقطاب سياح أجانب بعد تزايد الطلب على وجهة المغرب من أوروبا وآسيا، ونحن نعتقد أن الأمور ستسير في الاتجاه الإيجابي؛ إذ تشير التوقعات الحالية إلى أن نسبة تشغيل الفنادق والمنتجات السياحية ستبلغ 80 في المائة خلال السنة الحالية مقارنة مع سنة 2019، علما أن النصف الأول من العام الجاري قد سجل نتائج سلبية بسبب كورونا”.