لا شك أن جائحة كورونا ألحقت أضرارا فادحة بالاقتصاد العالمي خلال عام 2020، لكن تسارع حملة التطعيم في العديد من دول العالم وتضافر الجهود العالمية للقضاء على الجائحة، قد أنعش الآمال في أن يعود النشاط الاقتصادي والاجتماعي العالمي إلى سابق عهده، بل هناك من يتوقع أداءً أسرع من السابق للتعويض عن الكساد والخمول والأضرار التي لحقت بالعالم خلال عام 2020، الذي يعتبر العام الأكثر سوءا في تأريخ البشرية الحديث.
وقال عصام كاظم، المدير التنفيذي لدى مؤسسة دبي للتسويق السياحي اقتصادات دول الخليج العربي بقيت قوية رغم الجائحة، وانخفاض أسعار النفط في العام الماضي، ومن المؤكد أن نموها الاقتصادي سوف يتسارع هذا العام مع نجاحها في حملة التطعيم ضد الفيروس وانتعاش أسعار النفط وعودة النشاطات الاقتصادية تدريجيا إلى سابق عهدها.
وقال عبد الهادي العلمي الرئيس والمدير العام لمجموعة “دنيا أوطيل” في المملكة المغربية ان الدول التي تعتمد على إيرادات السياحة مثل المغرب وتونس ومصر، تكبدت أضرارا فادحة بسبب توقف السفر. لكن الأمل معقود على أمرين متلازمين، الأول هو تحسن الأوضاع الاقتصادية والصحية في البلدان الغربية الثرية، الذي سيؤدي إلى رفع القيود وعودة السفر، والثاني هو تمكن دول الشرق الأوسط من السيطرة على جائحة كورونا، لأن السيّاح لن يأتوا إلى بلدان موبوءة بالجائحة، وحكوماتهم لن تسمح لهم بالسفر إلى تلك البلدان.
وقال ريتشارد حداد، الرئيس التنفيذي لـ”مجموعة فنادق ومنتجعات جنة” في الامارات اقتصادات دول الشرق الأوسط متفاوتة في نموها وانكماشها، لكن تزامن جائحة كورونا مع انخفاض أسعار الموارد الطبيعية، النفط تحديدا، وتوقف السفر، قد أضر بها كثيرا في العام الماضي. غير أن انتعاش أسعار النفط، ونجاح حملة التطعيم في بعض دول المنطقة سوف يتركان تأثيرات إيجابية على اقتصاداتها.