يمر قطاع السياحة والسفر العالمي بتحدٍ كبير تمثل في ظهور فيروس كورونا وانتشاره في العديد من الدول والأسواق السياحية العالمية، الأمر الذي يسهم في إعادة تشكيل خريطة السياحة العالمية العام الجاري، مع إلغاء مئات الرحلات الجوية والبرامج السياحية لينتج عن ذلك خسائر بمليارات الدولارات، سيتم تحديدها بناءً على حجم انتشار الفيروس وفترة سيطرة العالم عليه.
ويكمن التحدي للقطاع السياحي في موعد ومكان ظهور المرض في الصين التي تعتبر من أهم وأكبر الأسواق السياحية العالمية وبالتزامن مع احتفالات رأس السنة الصينية التي تعتبر من أهم المواسم العالمية، حيث ذكرت وزارة النقل الصينية أن عدد الرحلات التي قام بها الصينيون خلال عطلة رأس السنة الصينية انخفض 73% مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.
وفرضت العديد من دول العالم قيوداً غير مسبوقة على السفر من وإلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وتشير العديد من التقارير إلى أن التأثير على القطاع السياحي تجاوز السوق الصيني الذي يسجل سنوياً سفر نحو 173 مليون سائح ينفقون 270 مليار دولار إلى العديد من الأسواق الأوروبية والآسيوية ومختلف الأسواق العالمية بسبب إجراءات السفر التي أصبحت أكثر تعقيداً مقارنة بفترة ما قبل ظهور المرض.
وقالت غلوريا غيفارا رئيسة المجلس العالمي للسفر والسياحة في تصريحات سابقة إن انتشار كورونا سيؤدي إلى خسائر بقيمة 22 مليار دولار لقطاع السياحة العالمي، مع تراجع نفقات السياح الصينيين، مشيرة إلى أن هذه التقديرات بُنيت على خبرة أزمات سابقة، مثل فيروس سارس وأنفلونزا الخنازير.
وقالت المنظمة إن شركات الطيران تكبدت خسائر بمليارات الدولارات، وإن أرباحها الطيران سجلت «تراجعاً محتملاً ما بين 4 إلى 5 مليارات دولار، نتيجة قيام نحو 70 شركة طيران بإلغاء رحلاتها من وإلى الصين، كما أن 50 شركة طيران أخرى قلصت عملياتها الجوية، مضيفة أن هذه الإجراءات أدت إلى انخفاض بنسبة 80% في سعة شركات الطيران الأجنبية للمسافرين مباشرة من وإلى الصين.
وقال اتحاد النقل الجوي الدولي «IATA» إن إجمالي الإيرادات العالمية المفقودة لشركات الطيران قد يكون 29.3 مليار دولار، بسبب فيروس كورونا، وإن تقييمه الأولي لتأثير تفشي الفيروس يُظهر خسارة مُحتملة بنسبة 13% نتيجة تراجع طلب المسافرين على شركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.