بابتسامة عريضة وعفوية واضحة، تستحضر الفنانة المغربية جميلة البدوي محطات حياتها الممتدة، أساسا، بين المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة، لتخلص إلى أن الأحلام تُطارد حتى يتم تحقيقها، مهما كبر حجمها أو تنوعت مجالاتها.فتح الصوت الشجي باب الغناء الاحترافي على مصراعيه أمام مسار جميلة البدوي
ولدت الفنانة جميلة البدوي في إقليم خنيفرة، وتحديدا في مدينة مولاي بوعزة؛ لكنها تحركت بعيدا عن هذا الفضاء الأطلسي وهي حديثة العهد بالدنيا.
وتقول جميلة: “عمل والدي دفع أسرتي إلى التحرك من مولاي بوعزة نحو الرباط، لا أذكر ذلك لأن عمري كان سنة واحدة فقط، وقد كانت الوجهة هي الرباط”.ترعرعت الفنانة المغربية في العاصمة، وبها تدرجت بين فصول الدراسة الابتدائية والإعدادية والثانوية، وصولا إلى النهل من العلوم القانونية خلال المرحلة الجامعية.
تقر جميلة البدوي بأن هوسها بالغناء قد لاح مبكرا، سابق انخراطها رسميا في مؤسسات التعليم، واتصل باحتفالات عيد العرش التي كانت تصادف يوم الـ3 من مارس من كل سنة.
حفظت البدوي مقطعا من أغنية “فكّروني” لأم كلثوم قبل أي محتوى تلقيني، ثم غنته في “حفل 3 مارس” أمام العشرات من الأفراد بصوتها الطفولي.
حرصت الفنانة ذاتها، خلال مشوارها التعليمي كاملا، على فهم الدروس حين تلقيها بالأقسام، أثناء حضور الأساتذة الخاصين بها؛ ذلك أن كل محاولات الاستذكار في البيت تفشل أمام إقبالها على الإنصات للأغاني.
كما عرفت المواسم التربوية ذاتها حرص الشابة عينها على الحضور في الواجهة خلال كل الحفلات التي تقام بالمؤسسات التي ترتادها، بتشجيع من الكل لغنائها.
طورت جميلة البدوي أداءها الصوتي بجعله يتعاطى مع المديح والسماع، ثم نقله فترة زمنية نحو عالم الموشحات ومنه إلى باقي المقامات التي تفرقت في غيره، وواصلت التطوير بالوقوف على منصات مهرجانات موسيقية.
آمنت الفنانة بقدراتها وهي تحسم في احتراف الفن بالمغرب، خاصة أنها تعرفت على فرق موسيقية استعانت بها ضمن “الكورال” في مواعيد بعضها على قنوات تلفزيونية، ثم بدأت تتعمق في الميدان وتتعرف على فنانين سبقوها إليه.
“كنت أفكر في الهجرة خلال الانطلاقة أمام صعوبة إنتاج أغان في وطني الأم، وكانت العين تنظر إلى مصر التي فرخت فنانين بالجملة، بينهم أسماء مغربية، لكن نجم دبي سطع بتكاثر الأستوديوهات وشركات الإنتاج”، تكشف البدوي.
“لم أكن معتادة على مفارقة أسرتي إطلاقا، وهذا المعطى وقف وراء صعوبة تأقلمي في وسط عيشي الجديد بسرعة”، تقول جميلة، ثم تزيد: “كنت واعية بأنني هنا في محاولة لصنع مستقبلي، ما دفعني إلى الاعتياد ثم الاندماج”.
وتقر الفنانة البدوي بأن وجود عدد كبير من الجالية المغربية في المجتمع الإماراتي قد ساعدها كثيرا، مثلما استفادت من مجاورة محيط يركز على اشتغالاته كي تتحفز تجاه البذل في المجال الفني الذي اختارته لنفسه.
“أعتبرني راضية عن مساري بنسبة هائلة، وأراني بلغت ما لم يلامسه عديدون.. هذا ليس تكبرا، لكنه تكريس لكون من اجتهد يستحق أن يتذوق طعم ما غرس”، تسترسل النجمة الغنائية.
تقر الفنانة المغربية المستقرة في الإمارات بأن “التوفر على طواقم اشتغال لا يعفي من الجهود الشخصية المبنية على الاقتناع، ليس في الفن فقط وإنما بكل الحياة”.
وتقول البدوي مخاطبة الحالمين بنجاحات خارج المغرب: “الهدف الواضح المرعي بالتركيز في العمل لا يمكن إلا أن يفضي إلى النجاح”، ثم تعود إلى تجربتها الخاصة وهي تواصل: “لم أتصور أني سأغادر المغرب فعلا، وحدي، كي أصنع ذاتي الفنية”.
جميلة تشدد على أن “كل الملتحقين الجدد بمغاربة العالم مدعوون إلى وضع تجاربهم على طريق الصح”، وتختم متوجهة إلى الشباب من “مهاجري الفن” بالتأكيد على أن “البرامج التلفزيونية الشبابية أضحت، حاليا، تقلص المسافات وتستدعي الذكاء في استثمار الفرص المتاحة”.