يبقى يوم المرأة العالمي محطة سنوية لا بد من الوقوف أمامها لمقياس مدى ما حققناه كأفراد ومجتمعات وشعوب ودول من تقدم في ميادين الحضارة.. فأي رقي وازدهار يبقى ناقصا مادامت المرأة التي تشكل نصف المجتمع لم تتمكن من أين يكون فعلها وتأثيرها ودورها متوازنا مع مكانتها.. فقد أثبتت كل التجارب أنها لا تقل كفاءة عن الرجل في العطاء والتضحية وتحمل المسؤوليات. وبخصوص المرأة المغربية فقد حققت الكثير.. لكنها تعاني التمييز والتهميش والقصور في الحقوق المدنية.. غائبة ومغيبة عن المناصب القيادية.. وقضاياها لا تحظى بالأولوية.. ومازال أمامها مشوار من العمل والنضال لتحقيق الأكثر على مستوى المشاركة والوصول إلى المناصب القيادية.واليوم في الثامن من مارس، التقينا مع عدد من الشخصيات النسائية اللواتي يتولين مناصب متنوعة في العديد من المجالات، واللواتي ينتمين للجيل المخضرم الذي تسلم الراية من جيل الرائدات لسؤالهن عن معاني هذا اليوم بالنسبة لهن.. وتقييمهن لواقع المرأة المغربية..
الدكتورة رحمة العروسي
التقينا بداية الدكتورة رحمة العروسي، مديرة التواصل بالمكتب الوطني المغربي للسياحة بأبوظبي للشرق الأوسط وآسيا، التي قالت: إن يوم المرأة العالمي يعني لي الكثير، وهو يوم يحتفل به العالم بالمرأة وإنجازاتها وتضحياتها تجاه وطنها وأسرتها، أما بالنسبة للمرأة المغربية فهو يوم لتذكيرها ببذل المزيد من الجهد لنيل أي حقوق ناقصة، ومحاربة أي قصور في حقوقها في وطنها المغرب.
الإعلامية مريم سعيد
من جانبها، قالت الإعلامية المغربية، مريم سعيد،الركيزة الاساسية للاحتفال بيوم 8 مارس هي تأكيد احترام المرأة وتقديرها، حيث إن دولا عديدة اقرت هذا اليوم كإجازة رسمية للمرأة مثل كوبا وروسيا والصين. يوم المرأة العالمي هو رسالة من المرأة لإقرار حقها بالتعليم والعمل وعدم التعنيف ومساواتها بالرجل في الحقوق والواجبات والمواطنة، لذلك يعد يوما مهما للعالم اجمع، لانه صرخة من اجل تحقيق المساواة و التوازن. والمرأة المغربية هي جزء مهم من العالم بشكل عام، وجزء لا يستهان به في المجتمع المغربي خاصة. ولذلك مهما تغيرت الظروف تبقى الأولوية لقضايا المرأة من خلال الاختيار الدقيق للموضوعات
الفنانة جميلة البداوي
استهلت الفنانة المغربية جميلة البداوي الحديث عن هذه المناسبة بالقول: إن يوم المرأة العالمي هو احتفال عالمي تقديرا للمرأة بكل ألوانها وأعراقها ولغاتها ودياناتها، لأنها تستحق عن جدارة في ظل الظروف التاريخية القاسية التي بخست حقوقها بالتعامل معها ككائن ثانوي وليس شريكا مكملا للرجل، ومع كل ذلك تقف المرأة في كل عصر وحقبة تكتب للتاريخ إنجازاتها على كل الأصعدة، سواء الاجتماعية او السياسية او الاقتصادية، وفي كل مناحي الحياة، وتبهر العالم بإنجازاتها العظيمة وتضع لها بصمة في التاريخ كثير من المؤلفات تشهد لها، وأنا أسمي هذا اليوم يوم الحب
الفنانة هنادي المغربية
وتعتبر الفنانة المغربية هنادي ان الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في 8 مارس من كل عام هو تقدير واحترام للنساء على الدور الايجابي والحيوي الذي يقمن به في بناء وتمكين المجتمعات ونهضتها، وتقول: عالميا انطلق منذ عام 1945 كبداية انشاء الاتحاد النسائي العالمي الذي طالب بتحرير المرأة من العبودية والاستغلال واعطائها جميع حقوقها الإنسانية في التعليم والعمل وغيرها، ونحن في المغرب نحتفل في هذا اليوم بالانجازات الكثيرة التي حصلت عليها المرأة المغربية والمجالات المتنوعة التي خاضتها بتميز وإبداع، إضافة لدورها الرئيسي في ادارة اسرتها وتربية الاجيال.
الأستاذة نعيمة الصحراوية
وتنبه الناشطة الاجتماعية الأستاذة نعيمة الصحراوية: الى أن قضايا المرأة مازالت تحظى بالاهتمام العالمي، فالمنظمات العالمية مازالت تدافع عن مختلف القضايا والحقوق الانسانية والمشكلات التي تتعرض لها النساء في المجتمعات العمالية أو العالمية، فمازال الأجر الذي تتقاضاه المرأة أقل من اجر الرجل في كثير من المجتمعات، وكذلك عدد البرلمانيات أقل، وشغل المناصب القيادية رغم زيادة تعداد النساء عن الرجال في كل بقاع العالم، مؤكدة أن المرأة المغربية بعد نيل الحقوق السياسية لم يخفت صوتها، بل تحولت للعمل الجاد فحاولت الكثيرات خوض غمار الانتخابات ولم يحققن النجاح، لذلك تعمل الان كثير من المؤسسات والجمعيات الاهلية على تدريب وتمكين القطاع النسائي لتزويدهن بالمهارات الادارية والمعرفية والقانونية التي تعينهن لشغل المناصب السياسية بجدارة.