اقتربت النسخة الخامسة من رحلة الهجن التراثية، التي انطلقت يوم 16 يناير الماضي، بتنظيم من مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، من الوصول إلى خط النهاية، وتبلغ مسافة الرحلة نحو 700 كيلومتر، بدأت من غياثي ومرت من ليوا ومنطقة حميم وسويحان وغيرها من مناطق الدولة، وتختتم بالعودة إلى القرية التراثية بالقرية العالمية، حيث تجوب القافلة عدداً من المناطق الصحراوية في دولة الإمارات.
وعمل مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، على أن تكون الرحلة بمثابة محاكاة لخطى الأجداد، حيث وسائل الترحال عبر سفن الصحراء كما كانت في الماضي، إذ تمضي الرحلة على ظهر الجمال، وهي المبادرة التي سعى المركز لإحيائها بالرغم من الصعاب التي تواجه القافلة من طرق وعرة وأسلاك شائكة وغيرها من التحديات.
ويبلغ عدد المشاركين في الرحلة 10 أشخاص يمثلون عدة دول منها الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والأرجنتين والجزائر وغيرها، في تنوع ثقافي وحضاري على أرض الإمارات دولة التسامح التي تحتضن كافة الجنسيات دون تفرقة.
ومن المقرر أن تقام احتفالية خاصة في القرية التراثية بمناسبة وصول القافلة والدعوة مفتوحة للجميع لمشاهدة الرحالة وسط استقبال الأهالي بعد رحلة بدأت يوم 16 يناير وتختتم في 30 من الشهر نفسه.
وحرص سفير الأرجنتين على الانضمام للقافلة منذ بدء الرحلة التي ينظمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث سنوياً، لإحياء الموروث الإجتماعي والتراثي في الدولة سيراً على خطى الأجداد في مغامرة مثيرة تتطلب قدرات فردية عالية لتحمل مشقة السفر على ظهر الجمال وقطع مسافة تمتد إلى700كيلومتر.
وقال السفير الأرجنتيني: “حرصت على المشاركة في الرحلة للعام الثاني على التوالي، فقد خضت التجربة في العام الماضي برغم أنه لم يكن لديّ خبرة في ركوب الجمال، ولعل المشاركة في رحلة عبر الصحراء ومشاهدة جمال الطبيعة المليئة بالهدوء والسكينة، أمر من الرائع تجربته والمشاركة به، لاسيما وأن دولة الإمارات تتميز بصحرائها الخلابة، وأنا معجب للغاية بوجود مركز متخصص ينظم مثل هذه الرحلة التي تعتبر وسيلة جيدة للتعرف على تراث الدولة وعيش تجربة نادرة يصعب العثور عليها في الوقت الحالي في ظل انتشار الحياة العصرية التي تحيطها التكنولوجيا الحديثة من كافة الجوانب”.
هند بن دميثان: تجربة رائعة تمد الإنسان بطاقة إيجابية مستمدة من روعة الطبيعة
أكدت هند بن دميثان القمزي، مدير إدارة الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث أن كل هذه الفعاليات تأتي بتوجيهات من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم، ولي عهد دبي، لحفظ الموروث الثقافي غير المادي في الدولة ومنعه من الاندثار ونقله إلى الأجيال الجديدة.
وأوضحت أن جميع المشاركين في هذه الرحلة، أعربوا عن سعادتهم الشديدة بالرحلة، حيث تعلم الجميع دروساً وعبراً توارثها المجتمع الإماراتي من ماضي آباءنا وأجدادنا.
كما أشادت بمشاركة سفير جمهورية الأرجنتين لدى دولة الإمارات، فيرناندو دي مارتيني، مؤكدة أن هذه الخطوة تعبر بقوة عن التفاعل الثقافي بين الدول وتعزز من أواصر الترابط الثقافي بين الشعوب، مشيرة إلى أن هذه الفعالية أصبحت تتمتع بشعبية واسعة بين جميع الجنسيات المقيمة في الدولة، معتبرة أن التجربة تعد بمثابة تمرين نفسي وجسدي يعيد للإنسان جرعة من الطاقة الإيجابية المستمدة من رمال الصحراء المترامية وروعة الطبيعة بكافة أشكالها، كما أنها تتيح للمشاركين فرصة التعرف على ثقافات جديدة.
وعن التنظيم وسلامة المشاركين، أوضحت هند بن دميثان أن القائمين على الرحلة يحرصون تماماً على سلامة المشاركين، ولذا فقد تم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتأمينهم كما تم تعيين “مسعف” لتقديم الخدمات الطبية والإسعافات الأولية إذا ما استدعت الضرورة، وعدد من الخبراء بالمجال على رأسهم الرئيس التنفيذي للمركز، سعادة عبدالله حمدان بن دلموك، للإستعانة بخبراتهم الواسعة في مجال تحديد المسارات”.
وأكدت أن رحلة الهجن في نسختها لعام 2019، تمر بمرحلة جديدة مختلفةفي مضمونها بالمقارنة مع الرحلات السابقة التي كانت تعتبر في طور التجربة والاختبار، فيما هذه النسخة تتميز بكونها بعيدة تماماً عن المناطق المجاورة للمدن والقرى المأهولة بالسكان وبالتالي فهي بعيدة عن مناطق الإمدادات الضرورية للرحلة سواء من الكهرباء أو الماء أو المؤنة أو غيرها، إضافة إلى أنها تمر بمناطق صحراوية وعرة.
حمدان الرميثي: مبادرة تعلم الصبر وتراث الأجداد والتعامل مع المطية والأجواء المناخية
أكد قائد القافلة حمدان الرميثي، ضرورة بناء الرابط بين الإنسان والناقة التي سيمتطيها، إذ يتعين على كل مشارك التعود على الناقة ومعرفة كيفية إطعامها وإنزالها، وطريقة التحكم بها لمتابعة السير في خط مستقيم بدون خوف أو رهبة.
وعن أبرز ما تعلمه المشاركون في رحلة الهجن التراثية 2019، قال الرميثي: “الرحلة مليئة بالدروس والعبر وقد تعلم المشاركون أموراً رائعة كالصبر، وتراث أجدادنا في دولة الإمارات، وطريقة التعامل مع المطية، إضافة إلى طريقة التعامل مع الأجواء المناخية المختلفة”.
وأضاف: “اجتزنا عدداً من التحديات مثل تغيير المسارات التي تعترضها الرياح والأمطار لتجنب أي مخاطر، وغيرها من الأمور المتعلقة بقيادة الركب في الرحلة إضافة إلى بناء روح العمل لدى الفريق الواحد المتمثلة في تقسيم المهام بين الرحالة عند التخييم، وأوقات الراحة، الأمر الذي ينمي أواصر الأخوة والتعاون بين الجميع”.
خليل إبراهيم: الرحلة فتحت أمامي آفاقاً واسعة للتعرف على تراث الأجداد
قال خليل إبراهيم وهو أحد المشاركين في الرحلة إن خوض هذه التجربة الرائعة، منحه مزيداً من القوة والتحدي في حياته، وأضاف: “هذه التجربة رائعة للغاية، وبالتأكيد فإن الرحلة أفسحت لي المجال لتعلم الكثير عن الهجن والصحراء وطبيعة الحياة القديمة والتراثية هنا”.
وأكد أن هذه الرحلة الاستكشافية تفتح له آفاقاً واسعة للتعرف على أمور جديدة، وتعلمه كيف كان الأجداد والآباء يعيشون ويتحدون الطبيعة، وكم قاسوا ظروفاً ليست سهلة من أجل العيش ومن ثم بناء الدولة حتى وصلت في الوقت الحالي إلى مرحلة متقدمة للغاية من التطور والازدهار في شتى المجالات.
الشريك الإعلامي
تعتبر إذاعة الأولى التابعة لشبكة الأولى الإذاعية هي الشريك الإعلامي لبطولات فزاع.