تكثف دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي جهودها لاستقطاب السائح الصيني من خلال تعزيز الحملات الترويجية وتوقيع اتفاقيات التعاون مع أبرز الشركاء الصينيين في قطاعات السفر وتقنية المعلومات والاتصالات والإنترنت.
وفي هذا الصدد أطلقت الدائرة أمس أحدث حملاتها الترويجية والتي تمتد خلال الفترة من 13 وحتى 17 مايو الجاري وتتضمن قيام وفد من الدائرة برئاسة عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري بزيارة الصين للقاء كبار مسؤولي الشركات الصينية بما فيها شركة فليجي التابعة لعملاق التجارة الإلكترونية مجموعة «علي بابا» والمتخصصة بالسفر، و«مجموعة هواوي لأعمال المستهلكين»، وهي واحدة من ثلاث مجموعات أعمال منضوية تحت مظلة هواوي، إحدى أكبر شركات تصنيع أجهزة الاتصالات في العالم، و«تينسنت» إحدى أكبر شركات الإنترنت في العالم.
لقاءات
وتهدف سلسلة اللقاءات التي ستعقد في المقار الرئيسية للشركات الثلاث، هواوي وتينسنت في شنزن، وفليجي في مدينة هانغتشو، إلى تعزيز مكانة دبي باعتبارها الوجهة المفضلة لقضاء العطلات للمسافرين الصينيين، ومنحهم تجارب مميزة من خلال الاستفادة من أحدث تقنيات ومنصات ومنتجات تلك الشركات.
وكانت الدائرة قد دشنت الدائرة 6 حملات ترويجية شارك فيها 187 مليون شخص و171 شريكاً تجارياً في 34 مدينة في البر الصيني الرئيسي و14 شريكاً تجارياً في تايوان وهونغ كونغ. وتسعى الدائرة عبر هذه الحملات الترويجية إلى تدشين «طريق حرير» للسياح القادمين إلى الإمارة من خلال توفير كافة متطلبات الزوار الصينيين وتعريفهم بالمنتج السياحي التي تقدمة الإمارة، بهدف استقطاب أكبر عدد ممكن، وذلك في سعيها لتحقيق رؤيتها السياحية بالوصول إلى 20 مليون زائر بحلول العام 2020، الأمر الذي بدأت معالمه بالظهور، لا سيما بعد قرار منح التأشيرات التي ساهم في تحقيق قفزات نوعية في أعداد الزوار.
سي تريب
وسيقوم وقد سياحة دبي كذلك بعقد لقاء مع ممثلي «سي تريب»، أكبر منصة إلكترونية لحجوزات السفر في الصين، بهدف زيادة عدد الزوار إلى دبي عبر المنصة الإلكترونية، وذلك خلال الربع الأول من العام الجاري، وكذلك يجري حالياً تنظيم حملة مماثلة للربع الثاني.
وتعتبر الصين واحدة من أكبر 10 أسواق مصدرة للزوار إلى دبي، حيث يستفيد عدد متزايد من الزوار الصينيين من إجراءات الحصول على تأشيرات دخول عند الوصول لأي من منافذ دولة الإمارات. وبلغ عدد الزوار إلى دبي خلال الربع الأول من العام الجاري 4.7 ملايين زائر، من بينهم 258 ألف زائر من الصين، بزيادة 12% مقارنة مع ذات الفترة من العام الماضي.
سوق مهمة
وأكد هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي أن زياراتنا وأنشطتنا في السوق الصيني تدل على مدى أهمية هذا السوق بالنسبة لنا، مع الحرص على تحديد أولويات وآفاق نموه خلال الفترة المقبلة.
وأضاف: لقد قامت سياحة دبي فعلياً باتخاذ خطوات كبيرة لزيادة حجم التدفقات السياحية من الصين عبر حملاتنا التسويقية وعبر بناء شراكات تجارية واسعة في أهم المدن الصينية. وأوضح أنه بالإضافة إلى ذلك نعمل على توثيق علاقاتنا مع كبرى الشركات الصينية الشهيرة مثل تينسنت وعلي بابا وهواوي، لتطوير برامج ذات فائدة متبادلة، وتوفر في الوقت ذاته فرص نمو مستدامة لمختلف الأطراف، ولا شك في أن هذه الجهود المشتركة سوف تمكّننا من الوصول إلى شريحة أوسع من الجمهور داخل السوق الصيني.
إمكانية النمو
وقال المري إن قطاع السفر في الصين أثبت أنه يمتلك إمكانية للنمو المستمر مع ارتفاع عدد المسافرين الصينيين إلى الخارج خلال عام 2017 بنسبة 7% مقارنة بالعام السابق، كما أن لديهم رغبة باستخدام التكنولوجيا الحديثة، حيث يستخدم 65% منهم الهاتف المتحرك وسيلة للدفع، مقارنة مع 11% لغير الصينيين.
وأضاف: وحيث إن دبي تتجه نحو العالم الرقمي والحلول الذكية، فسيكون من المناسب لنا أن نستفيد من هذا الزخم والفرص الهائلة المقبلة التي يقدمها السوق الصيني، وذلك من خلال ضمان توفير بنية تحتية مثالية تسهم في جعل سفر الصينيين إلى دبي أكثر سهولة وراحة ومن دون عناء، بما يتماشى مع رغباتهم وعاداتهم في الإنفاق. وفي نهاية المطاف فإن هدفنا هو جعل دبي الوجهة المفضلة للزوار الصينيين، ونحن على ثقة بأن هذه المبادرات سوف تساعدنا في تحقيق هذا الهدف.
رضا الزوار
وأضاف أن من ضمن الأمور التي نحرص على تطويرها باستمرار والتي لا تعتبر تحدياً بالنسبة لنا وإنما فرصة أخرى للارتقاء بمستوى الأداء، هي زيادة مستوى رضا الزوار الصينيين وتشجيعهم على تكرار زيارتهم لدبي مع أصدقائهم وعائلاتهم في المستقبل.
وقال: إننا نركز دائماً على جاهزية دبي لاستقبال الزوار الصينيين على أكمل وجه على مختلف الأصعدة، مثل زيادة أعداد العاملين في مختلف الوجهات السياحية والتجارية في الإمارة المتحدثين بلغة الماندرين، واعتماد أنظمة الدفع المعروفة في الصين، وتأهيل موظفي استقبال للتعامل مع مجموعات الزوار، بالإضافة إلى زيادة المطاعم المتخصصة بالأكل الصيني المعروف وتوفير خرائط تعريفية بالوجهات السياحية ومراكز التسوق في دبي بلغة الماندرين، وذلك لترسيخ مكانة دبي وجهة سياحية مفضلة لدى الصينيين. ومع وصول مستويات الرضا نسبة مرتفعة بلغت 95% لدى الزوار الصينيين نتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 100%.
نتائج إيجابية
وتوجه هلال المري بالشكر لكافة الشركاء في القطاعين العام والخاص على الدعم الكبير في تحقيق نتائج إيجابية وزيادة أعداد الزوّار الصينيين. ولقد قامت الحكومة الرشيدة في مطلع العام 2016 بتمكين الزوّار الصينيين من الحصول على تأشيرات الدخول لدى وصولهم لأي من منافذ الدولة، الأمر الذي يؤكد أهمية تعزيز هذه السوق، وهو ما وجد أصداء إيجابية لدى الصينيين، ونتج عنه زيادة ملحوظة في أعداد القادمين منهم إلى دبي. وأكد أن مثل هذه الإجراءات والقرارات التي تصدر على مستوى الدولة تشير إلى وجود توجه موحد لاستقطاب الزوار الصينيين، وأنهم قادرون على زيارتها في أي وقت.
اتفاقيات
من جهته، قال عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، إن السوق الصيني يعتبر من الأسواق المهمة جداً بالنسبة لنا، لذلك نسعى باستمرار إلى تكثيف الحملات الترويجية في هذا السوق الضخم، سواء من خلال توقيع اتفاقيات التعاون، أو تفعيل مكاتبنا المتواجدة هناك.
وأضاف أنه نتيجة للنمو في أعداد الزوار الصينيين القادمين إلى دبي، أصبح السوق الصيني يحتل مكانة بارزة ضمن قائمة الدول العشر المصدرة للسياح إلى دبي، وقد ارتفع عدد الصينيين الذين زاروا دبي خلال الفترة ما بين شهر يناير وحتى مارس من العام الجاري بنسبة 12%، مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي ليصل إلى 258 ألف زائر صيني، ولا شك في أن السائح الصيني يعتبر من السياح المهمّين، لاسيما أنه يتمتع بقوة شرائية مرتفعة، ويستمتع بتجارب التسوق المختلفة التي تقدمها مراكز التسوق المتنوعة التي تمتاز بها دبي، علاوة على مشاهدة معالمها الرائعة.