وإنا على فراقك يا شيخ حمود لمحزونون فِي البَدْءِ, أَقُولُ لَيْسَ مِنْ عَادَتَيْ أَنْ أَمْتَدِحَ أَوْ أَنْ أَهْجُوَ – مُعَاذُّ اللهُ – وَلَكِنَّ شَهَادَةُ حَقٍّ تقال عن شخصية عظيمة رحلت كان له إسهامات وايادي بيضاء عَنْ رَمْزٍ مِنْ رُمُوزُ زَهْرَانَ وَاحِدٌ شُيُوخُهَا مَنْبَعٌ للخَيْرِ مِعْطَاءٌ نتحدث عن سيرته العطرة وعن سمعته الحسنه ، يَتَّصِفُ بِالقِيَمِ العَرَبِيَّةِ الأَصِيلَةِ مِنْ شَهَامَةٍ وَجُود وَكَرَّمَ وَتَوَاضُعٌ, أَحِبَّه الصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ, كَانَ جَمْعِيَّةً خَيْرِيَّةً لِلفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ, عَطُوفٌ عَلَى الأَيْتَامُ وَالأَرَامِلُ, مُشَارِكَا أَفْرَاحُهِمْ وَألآمُهِمْ, يَتَفَقَّدُ أَحْوَالَ المُسِنِّينَ وَالمُسِنَّاتِ, يُحِبُّ الجَمِيعَ وَأَحَبُّوهُ, اِرْتَبَطَ اِسْمُهُ بِالخَيْرِ , لَا يَعْرِفُ الرِّيَاءَ وَإِنَّمَا كَانَ يُرِيدُ الأَجْرُ وَالثَّوَابُ مِنْ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ, فَالكَرَمُ صِفَةُ أَصِيلَةَ فِي نَفْسِهُ لَقَدْ كَانَ مَجْلِسُهِ المُبَارَكُ مَفْتُوحٌ لِلجَمِيعِ وَهِيَ صِفَةٌ اِتَّصَفَ بِهَا فِي زَهْرَانَ
وَكُنْتُ كُلَّمَا أَتَذَكَّرُ قَوْلَ الشَّاعِرِ :
أَيْقَنْتُ أَنَّ الجُودُ مِنْكِ سَجِينَةٌ.
وَمَا عِشْتُ عَيْشًا مِثْلَ عَيْشِكَ بِالكَرَمِ.
فَإِنَّي أَتَذَكَّرُ حَاتِمَ زَهْرَانُ وَرَمْزُهَا الفَقِيدُ (حمود أَحْمَدُ الزَّهْرَانِي) رَحِمَهُ الله ، الإِنْسَانُ المُتَوَاضِعُ الصَّادِقُ حمود الخَيْرِ ، فَنَحْنُ شُهَدَاءُ اللهِ فِي أَرْضِهِ ، أَنَّنَا نَشْهَدُ أَنَّ عَبْدُكِ حمود قَدْ أَحْسَنَ إِلَى النَّاسُ وَعَطَفَ عَلَيْهُمْ وَاِجْتَهَدَ فِي عَمَلَ الخَيْرِ وَكَانَ مِنْ الصَّالِحَيْنِ لَقَدْ ترْك فَقِيدِنَا سَجْلًا حَافِلًا بِالإِنْجَازَاتِ وَالعَطَاءَاتُ وَأَعْمَالِ الخَيْرِ الجَلِيلَةِ فَهُوَ لَمْ يَمُتْ ؛ فَأَعْمَالُ الخَيْرِ وَرِثَهَا اِبْنُهِ البَارُّ الشَّيْخُ عَادِلُ بِنْ حمود الَّذِي كَانَ مُلَازِمًا لِأَبِيهِ وَبَارَا بِهِ اِكْتَسَبَ الكَثِيرَ مِنْ صِفَاتٌ وَالده فَالَّذِي خَلفَ مَا مَات ، لَقَدْ ترك رحيله أَثَرَ كَبِيرٍ فِي نُفُوسِنَا وَفِي نُفُوسٍ مِنْ أَحَبُّوهُ، رَحِمَ اللهُ أَبَا عَادِلُ وَأَسْكَنَهُ فَسَيَّحَ جُنَاتُهُ . (أَنَا لِلهِ وَأَنَا إِلَيْهُ رَاجِعُونَ).