افتتحت دار الشعر بمدينة تطوان نهاية الأسبوع الماضي، موسمها الشعري والثقافي بتنظيم لقاء شعري وحفل فني حضره مئات المهتمين من عشاق الشعر في مدينة الحمامة البيضاء. وأعلن مدير الدار الشاعر مخلص الصغير في بداية هذا اللقاء عن مشروع البرنامج الثقافي الزاخر لدار الشعر خلال الموسم الجديد، وهو يضم لقاءات شعرية وسلسلة ندوات نقدية وفكرية، مع تقديم آخر الدواوين الشعرية والدراسات حول الشعر المغربي، إلى جانب تنظيم ورشات ومحترفات في الكتابة الشعرية.
فقد شهدت تطوان، بمناسبة افتتاح الموسم الثقافي الجديد، ليلة خاصة من ليالي الشعر، بحضور ثلاثة من أعلام الشعر المغربي، هم الشاعر أحمد بلبداوي والشاعرة أمينة المريني والشاعر محمد بشكار، وهم يمثلون مختلف أجيال وأشكال الكتابة الشعرية في المغرب. وافتتح الشاعر أحمد بلبداوي ليلة الشعر بقراءة معلقة من معلقاته المعاصرة بعنوان «أفاعيل على ارتفاع منخفض»، والتي يواصل فيها احتفاءه بالحرف العربي، واشتغاله على الخط، إذ هو رائد التجربة الشعرية الكاليغرافية في العالم العربي. حيث يكتب قصيدته على إيقاع سخرية حادة وسيريالية شيقة.
وأنشدت الشاعرة المغربية أمينة المريني نصوصاً شعرية عمودية راقية، دعت فيها الحاضرين إلى عوالم وجدانية سامية تفيض صبابة وشوقاً. ولئن كان الشاعر أحمد بلبداوي يمثل جيل السبعينيات، وكتاب قصيدة التفعيلة، فإن الشاعرة أمينة المريني إنما تمثل صوتاً متفرداً من الأصوات الهادرة لجيل الثمانينيات في المغرب، بينما يبقى الشاعر محمد بشكار واحداً من أبرز الأصوات الشعرية التي تمثل جيل التسعينيات، وقد قرأ في ليلة الشعر من ديوانه الخامس الذي يصدر قريباً بعنوان «أرقا أضيء فتتبعي الفراشات».