أنباء عن إلزامه بدفع نحو 20 مليون ريال إلى لاعبه السابق البرازيلي دييغو دي سوزا، يتخبط عميد الأندية السعودية «الاتحاد» في أزمته المالية وديونه التي وصلت إلى مستوى قياسي لامس 300 مليون ريال، فضلاً عن عقوبات تهدده بالهبوط من دروي «عبداللطيف جميل» للمحترفين، إلى الدرجة الأولى. فيما ينتظر النادي خلال الشهرين المقبلين صدور أحكام في 18 قضية مرفوعة ضده تطالبه بسداد 100 مليون ريال.
على مدار سنوات عدة، عجزت الإدارات المتعاقبة على الاتحاد عن حل الأزمة المالية التي تعصف به، والتي كشفتها الهيئة العامة الرياضية في حزيران (يونيو) الماضي، وأمهلته 22 يوماً لخفضها إلى 20 في المئة (نحوا 107.5 مليون ريال).
وقالت الهيئة أنه تبين للجنة حصر وتدقيق ديون الاتحاد أن «هناك مبلغ 55.8 مليون ريال من التزامات الإدارات السابقة لم تتم إضافتها إلى القوائم المالية للسنة المنتهية في 31 كانون الأول (ديسمبر) 2013، حين انعقاد الجمعية العمومية»، ما يعني أن حجم الالتزامات التي استلمتها الإدارة الحالية 297 مليوناً، ووفقاً للتقرير فإن التزامات وديون النادي حالياً تقدر بـ299.2 مليون.
وتفوق الديون السابقة 190 مليوناً تمثل التزامات مرحّلة على مدار السنوات الأربع المقبلة، إضافة إلى قضايا رفعها لاعبون على النادي لم يحكم فيها بعد، وأكثر من 107 ملايين تمثل ديون مستحقة في السنة المالية الماضية.
وحاولت إدارة النادي منتصف العام 2015، إيجاد حلول لمعالجة أزمتها المالية «جذرياً»، بعدما وصلت حينذاك إلى ربع بليون ريال من خلال قرض من البنك السعودي البريطاني (ساب) وشركة صلة الرياضية لمصلحة النادي بضمان السداد من خلال جزء من مداخيل النادي الثابتة من النقل التلفزيوني ورعاية «دوري جميل».
وتدخلت الرئاسة العامة لرعاية الشباب (هيئة الرياضة حالياً) لإنقاذ النادي من الأحكام التي قد ينالها من «الاتحاد الدولي لكرة القدم» (فيفا) ومن محكمة التحكيم الرياضي الدولية (كاس)، بسبب شكاوى ومطالبات مالية من أندية ولاعبين ومدربين، معلنة موافقتها على تمويل النادي بضمان عوائد الدخل التلفزيوني لخمسة أعوام مقبلة، لحمايته من عقوبات دولية في حال عجزه عن السداد، قد تشمل حسم نقاط الفريق وهبوطه إلى الدرجة الأولى.
وتعود غالبية ديون النادي إلى عقود أبرمتها مجالس إدارته مع مدربين ولاعبين سابقين، أبرزها صفقة اللاعب البرازيلي دي سوزا العام 2012، والتي أثقلت كاهله بعدما بلغت 50 مليون ريال لمدة ثلاث سنوات، إلا أنه لعب ثلاثة أشهر فقط، غادر بعد ذلك إلى بلاده لعدم استلامه مستحقاته المالية، وقاضى النادي أمام «فيفا».
وأثارت القضية حينذاك جدلاً كبيراً بسبب قيمة العقد الكبيرة، على رغم ديون النادي المتراكمة، واتّهم عضو مجلس إدارة النادي السابق عمر الخولي «شخصيات اتحادية» بتقاضي عمولات في التعاقد الذي وصفه بـ «الربوي»، مطالباً رئيس النادي إبراهيم البلوي بتطهيره من «المنتفعين وأصحاب المصالح الذاتية».
ويواجه الاتحاد 18 قضية مرفوعة أمام محكمة «كاس»، تفوق قيمتها 100 مليون ريال، منها مستحقات مدربين مثل الروماني بيتوركا الذي يطالب النادي بستة ملايين ريال، والإسباني بينات الذي يطالبه بنحو ثمانية ملايين، فيما يطالبه المجري لازار سزناتس بأكثر من أربعة ملايين.
وتوجد 12 قضية مرفوعة من لاعبين أبرزهم البرازيلي سوزا الذي يطالب النادي بـ30 مليوناً، ويطالب الروماني سان مارتن بنحو ثمانية ملايين، بينما ينتظر الغاني سولي مونتاري مستحقاته البالغة نحو ستة ملايين، ويطالب البرازيلي ماركينهو بستة ملايين ونصف المليون، وغيرهم.
وتشمل القضايا مستحقات تطالب بها أندية أخرى، مثل بوخارست الروماني الذي يطالب بأكثر من 15 مليوناً، بينما يطالب النجم الساحلي التونسي بتسعة ملايين.
ومن المقرر أن تنظر المحكمة الرياضية في القضايا المرفوعة ضد الاتحاد خلال الشهرين المقبلين، في حال لم تتوصل إدارة النادي إلى تسوية مع خصومها في المحكمة الدولية، قد يشملها خصم نقاط من الفريق تهبط به إلى دوري الدرجة الأولى.
وفوجئت جماهير النادي في كانون الأول الماضي، بخصم «فيفا» ثلاث نقاط من نقاط الاتحاد في الوقت الذي كان يتصدر الدوري، بسبب شكوى رفعها اللاعب الأرجنتيني داميان أليخاندرو ضد النادي في «فيفا» تتعلق بغرامة 450 ألف دولار، أكد النادي آنذاك أنها مدفوعة فيما لم يتبق منها غير 9250 دولاراً.
واستفزت أنباء حكم «فيفا» لمصلحة دي سوزا جماهير النادي الذين سارعوا إلى تدشين هاشتاغ على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، معبرين فيه عن غضبهم واستنكارهم «اتحاديون نطالب بسجن من تعاقد مع سوزا». وشددوا على استدعاء المتورطين في التعاقد مع اللاعب ومحاكمتهم في الصفقة التي وصفوها بـ «المشبوهة».
فيما عدّد المغرد «تاجر» أسماء اللاعبين والمدربين ممن رفعوا قضايا على النادي، وكتب «ليس سوزا فقط، هناك امبامي والشربيني وكانيدا وبينات وبيتوركا وزوكاولا ومارتن. لا بد لكل إدارة أن تتحمل أخطائها».
وقال الكاتب الرياضي جمال عارف: «أنديتنا هي ملك الدولة وأموالها أموال عامة. المطلوب إلزام كل رئيس بدفع كل المبالغ التي سجلت على إدارته كديون وصرفت بلا مبرر».
وألقى الصحافي فارس السبيعي باللائمة على إدارة النادي، متوقعاً «مستقبلاً مظلماً لنادٍ بحجم وكيان الاتحاد». فيما تمنّى أحد جماهير النادي أن يستيقظ يوماً من دون أن يجد دائناً للنادي، وكتب: «متى أرى ديون النادي صفراً، تعبنا طوال سبع سنوات من تراكم الملايين علينا».
وسخر رجوي الشمري من كثرة القضايا المرفوعة على النادي من اللاعبين، والتي تقدر قيمتها بأكثر من مئة مليون: «أصبحت أعتقد أن لدي مستحقات لدى النادي».
وطالب مغردون بـ «التشهير» بالمتورطين، كون القضية وفقاً لما يراها محمد الغامدي «ليست مجرد صفقة أو مقلب، وإنما جريمة في حق الرياضة السعودية والاتحا