الرياض – السياحة الخليجية
احتضنت مكتبة الملك عبدالعزيز بمدينة الرياض، فرع خريص أولى الأمسيات الثقافية لنادي كتابي -فرع الرياض- حيث أكد مؤسس ورئيس النادي عويد السبيعي على رغبة النادي الجادة في إقامة العديد من الأمسيات الثقافية والبرامج المتعلقة بالإثراء المعرفي والتشجيع على القراءة، وحظيت الأمسية الأولى بتفاعل جماهيري كبير من الجنسين، وقدم فرسان الأمسية الثلاثة أنس العسافي، ورشاد حسن، ورهام سعود تجاربهم وأطروحاتهم في عالم القراءة والكتب.
حسن: كلما تقدم عمر الإنسان يكتشف تفاصيل تثمر عن نتائج هائلة
الإبداع من الفوضى
أولى المشاركات جاءت لرشاد حسن -أدب إنجليزي- والذي بدأ حديثه بالمثل المعروف “عندما ترفرف فراشة في الصين قد تحدث إعصارا في نيويورك” ليبرهن أن كل إبداع تسبقه فوضى لتتحول بعد مرحلة تأمل حقيقي إلى إبداع مدهش، مضيفا تفاصيل صغيرة أحيانا قد تبدو لك أو لغيرك تافهة ولكنها تحدث في العمق شرخا كبيرا، وكل ما تقدم عمر الإنسان، يكتشف أن هذه التفاصيل تثمر عن نتائج هائلة، موضحاً أن الفوضى التي يقصدها هي التي يكرسها الإبداع، فلولا الفكرة لم يكن هناك إبداع، ويقول “أتصور أن دافنشي حينما رسم لوحته الشهيرة الموناليزا لم يكن يدرك أنها ستنتج كل هذا الفن الهائل والذي أصبح حديث العالم فيما بعد، وفي الأخير يكشف رشاد حسن أن هناك مسافة بين الإبداع وبين المؤهل الدراسي وهذا يعود إلى قدرة الإنسان على الاستفادة من العطاء الذي وهبه الله له.
رهام: إذا أردت أن ترقص مع الحياة فاقرأ كتاباً
رقص الحياة
أما الطبيبة رهام سعود والعاشقة للأدب والقراءة اختارت أن تسمعنا صوتها لتقول إذا أردت أن ترقص مع الحياة فاقرأ كتابا وحلق بعيدا بفكرك عن ضجيج الواقع، وتعلم أن تهزم الفراغ بكتاب فهو خير جليس متى ما أصغيت له بكل حواسك ستجده، اخلق سعادتك وابحث عن متعتك بين صفحات الكتب وانتشى برائحة الورق وانهمر مع الكاتب عبر سطور عميقة لتملأ روحك وتطور من ذاتك وتنمي فكرك، قائلة “الحياة لا تقاس بعدد سنين المرء بل بفكره وعمله” وهذا لن يحصل إلا بالقراءة فهي من أهم وسائل تعلم الإنسان، كما تشدد على أن أهمية القراءة ليست في عدد الكتب التي نقرؤها بل كيف نقرؤها ونستفيد منها وما نكسبه من معارف ولو من كتاب واحد.
سطور من حياتهم
وكان القانوني أنس العسافي آخر المتحدثين حينما حلق بالحاضرين في تجارب وقصص الناجحين والمبرزين اجتماعيا وسياسيا من الماضي ليقول أما يوجد شخصيات غيرهم في مجتمعنا ليكونوا قدوات وأيقونات للنجاح والتضحية والصمود ألا يوجد سِير أخرى من مجتمعنا تستحق أن تسطر في كتب ونتذكرها، سؤال دار في ذهنه طويلا ليرحل ويرحل باحثا وقارئا في مذكرات شخصية حتى يروي للحاضرين العجب والعجاب من معلومات لم يكن يتخيلها في يوم من الأيام ليثبت أن لولا القراءة والكتب لم يعرفهم.