تطوير جدة التاريخية وإعادة إحيائها مشروع وتجربة إبداعية، وفي حين يكون التوجه هو المحافظة على جوهر المكان وهويته مع إمكانية الإضافة وضرورة المحافظة عليه، إلا أنه في الوقت ذاته إعلان عن حالة من التفاعل والحراك الإبداعي، ونافذة جذب لكافة المهتمين بالحرفة والفن والسياح على معايشة مراحل تكوين العمل الإبداعي، وبذلك تكون جدة التاريخية ورشة فنية نابضة بالحيوية والإبداع، تُتيح السفر عبر الزمان والمكان من الماضي إلى المستقبل من خلال ملامح الحياة القديمة بعناصرها الثقافية التاريخية، ونمط الحياة العصري المحفز على العيش والإبداع، تلتقي فيها الأجيال من كل الأعمال ومختلف الجنسيات.
وفي الوقت الذي يعيش فيه المجتمع السعودي نهضةً ثقافية شاملة، يأتي مشروع إحياء جدة التاريخية امتداداً للاستثمار في الأصول والجذور، وفي خلق مفهوم يعتني بالماضي بصفته إرثاً ونقطة بداية ووتد انطلاق، وتأكيداً على ضرورة وقيمة المكان والحكاية، ليكون متاحاً ومؤهلاً لأن تصير جدة التاريخية وجهة تستوعب الإبداع وتدعمه، تتكفل بالإلهام والتحفيز في مختلف الفنون، وتفرض وتؤسس للإبداع التلقائي المرتكز على الطبيعة والفطرة، والذي يقدم تغذية حسية ومعرفية في قالب عصري متطور مكون من التاريخ والثقافة.