جدة : ضيف الله المطوع
في أطار دعم المملكة العربية السعودية للجهود الاقليمية الرامية لتعزيز التعاون في مجال الأمن البحري بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ايده الله وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظه الله ، وبتوجيهات من صاحب السمو الملكي وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز “حفظه الله” افتتح مدير عام حرس الحدود الفريق عواد بن عيد البلوي، اليوم الثلاثاء ١٨/ ٨/ ١٤٤٠هـ، ورشة العمل رفيعة المستوى حول تنفيذ تعديلات جدة لمدونة السلوك ٢٠١٧م ـ مواجهة تحديات الأمن البحري من خلال التعاون الاقليمي، والتي تستضيفها المملكة العربية السعودية ممثلة بوزارة الداخلية “حرس الحدود” بالتعاون مع المنظمة الدولية البحرية ( IMO )، في قاعة المؤتمرات والندوات بأكاديمية محمد بن نايف للعلوم والدراسات الأمنية البحرية بجدة.
واستهلت فعاليات الورشة بكلمة الدولة المستضيفة المملكة العربية السعودية ألقاها مدير عام حرس الحدود، حيث رحب في بداية كلمته بالمشاركين متمنياً لهم طيب الإقامة في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية، وأن تتكلل هذه الورشة بالنجاح وأن تحقق جميع أهدافها المرجوة منها.
وأوضح الفريق البلوي أن انعقاد هذه الورشة يأتي استمراراً لإسهامات المملكة في دعم الجهود الإقليمية والدولية في مجال بناء القدرات لمكافحة القرصنة والسطو المسلح والاعمال غير المشروعة الأخرى والإرهاب البحري، والتي تهدد أمن وسلامة الملاحة البحرية في غربي المحيط الهندي وخليج عدن.
وقدم البلوي شكره للمنظمة البحرية الدولية ولمعالي الأمين العام للمنظمة على الجهود المتواصلة في تعزيز الأمن البحري في غربي المحيط الهندي وخليج عدن، لاسيما من خلال المساهمة في إنفاذ تعديلات جدة على مدونة السلوك.
وأردف “أن القرصنة والسطو المسلح على السفن يشكلان أخطر التهديدات على الملاحة البحرية الدولية، وقد نجحت مجموعة من الإجراءات التى اتخذتها دول المنطقة والمنظمات الدولية والقوات البحرية الدولية وتدابير الحماية الذاتية للسفن من قبل شركات الملاحة البحرية في احتواء هذا التهديد، وهذا يدعو إلى العمل بجدية حيال التهديدات الجديدة التى تتعرض لها السفن بطرق مختلفة”.
وأشار البلوي إلى أنه ومن خلال تبني تعديلات جدة لمدونة السلوك ٢٠١٧م، سعت دول المنطقة إلى حل شامل طويل الأجل من شأنه التعاطي مع تلك التهديدات، حيث أدركت بأنه بدون الأمن البحري لا يمكن تطوير الاقتصاد البحري، مبيناً وجوب أن يدرك الجميع الحاجة إلى معالجة الأسباب الجذرية للقرصنة والجرائم البحرية الاخرى، وفقًا لما تضمنته تعديلات جدة، دون التركيز على معالجة الأعراض فقط لوصول المنطقة إلى هدفها، قائلاً “لن تتحقق رؤيتنا لقطاع بحري متطور واقتصاد أزرق مزدهر، في سياق أهداف التنمية المستدامة الا بحل شامل يعالج جميع اسباب الجرائم البحرية وأشكال التطرف”.
وأكد أنه من خلال التزامنا وقيمنا المشتركة وفقاً لما تضمنته تعديلات جدة، فقد استطاعت دولنا أن تدرك القيمة الكبيرة للوعي بالمجال البحري، بما يستدعي الفهم المشترك والكامل لهذا المجال بغرض الاستفادة القصوى من إمكاناته الاقتصادية المستدامة.
وفي الختام تقدّم الفريق البلوي بالشكر الجزيل لمقام صاحب السمو الملكي وزير الداخلية، حفظه الله، على دعم سموه المستمر لتعزيز هذه الجهود، كما توجه بالشكر للمنظمة البحرية الدولية ومعالي الأمين العام الدكتور/ كيتاك ليم، وكذلك الدول المراقبة والجهات الدولية المشاركة.
من جهته، أعرب ممثل الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية السيد كريس تريلوني في كلمة المنظمة عن امتنانه الصادق لحكومة وشعب المملكة العربية السعودية على كرم الاستضافة، وشكره لصاحب السمو الملكي وزير الداخلية على دعمه الثابت للدول الإقليمية، ولمدير عام حرس الحدود على جهوده الدؤوبة وتفانيه في تعزيز الأمن البحري في غربي المحيط الهندي وخليج عدن.
وقال إن محور هذه الورشة العالية المستوى يتمثل في “مواجهة تحديات الأمن البحري من خلال التعاون الإقليمي والنوايا الحسنة”. ومن خلال هذا المفهوم، سيكون التركيز على تعزيز شبكة تبادل المعلومات للمدونة للإيفاء بمتطلبات تعديلات جدة، بما في ذلك إنشاء مراكز وطنية لتبادل المعلومات البحرية ومراكز العمليات البحرية المشتركة، مشيرًا إلى أن ورشة العمل ستتولى تقييم ما نحن عليه اليوم، وأين يجب أن نكون من أجل التعاطي مع جميع الجرائم البحرية المشار إليها في تعديلات جدة على نحو جليّ تعزيزًا للجهود الإقليمية والدولية لبناء القدرات لمكافحة القرصنة و الأنشطة غير المشروعة التي تهدد سلامة وأمن الملاحة البحرية في غرب المحيط الهندي وخليج عدن.
وبين أن مدونة السلوك أرست أساسًا راسخاً للعمل الوطني والإقليمي فيما يتعلق بمكافحة القرصنة والسطو المسلح علي السفن من خلال تأسيس نقاط اتصال وطنية، والتمهيد لبناء القدرات، والتنسيق المشترك بين الدول الموقعة عليها، وغيرها من الدول الأعضاء بالمنظمة البحرية الدولية الدول وهيئات الأمم المتحدة والشركاء الدوليين.
وفِي ختام كلمته أكد أن تبادل الأفكار سيسهم إيجابياً في تحقيق الهدف المتمثل بالإسهام في التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد الأزرق من خلال تحقيق الأمن البحري.
وخلال الجلسة الافتتاحية انتخب المشاركون معالي مدير عام حرس الحدود الفريق عواد بن عيد البلوي رئيساً لإدارة الورشة.
الجدير بالذكر أن هذه الورشة تستمر لمدة ثلاثة أيام، وتجري بحضور ممثلين من عدة هيئات دولية من بينها المنظمة البحرية الدولية “IMO”، والاتحاد الأوربي، ومنظمة الأرض، وجامعة كارديف، ومكتب الأمم المتحدة للمخدرات، والشرطة الدولية، والصليب الأحمر الدولي، ومركز الامن البحري للقرن الافريقي ومراقبين من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والدنمارك.