
عمليات التجميل يرتفع الإقبال علية خلال فصل الصيف الذي يعد موسماً للزواجات والمناسبات، وتشهد عيادات التجميل بعض المضاعفات التي تتعرض لها السيدات والآنسات نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وعدم إعطاء البشرة الوقت الكافي بين المناسبة والإجراء التجميلي. بعد أن كانت محل استهجان ونقد من قبل الكثيرين في المجتمع الخليجي، باتت عمليات التجميل من مكملات «البرستيج» للمرأة الخليجية، وذلك بعد أن سجلت هذه العمليات رواجاً واسعاً في الدول العربية الأخرى، حيث كشفت الإحصائيات أن عمليات التجميل في الدول العربية في زيادة مستمرة، فقد وصل حجم الإنفاق على العمليات التجميلية عام 2018 في لبنان إلى (8 مليارات ريال)، وفي مصر (3.5 مليار ريال)، ما بين عمليات جراحة الشيخوخة وشد الوجه والجفون والأنف، بالإضافة إلى تجميل الثدي وشد البطن المترهل بعد الولادة، والتي تأتي ضمن مجموعة من الجراحات التي يقبل عليها الخليجيون في الفترة الأخيرة.
إن الإقبال المتزايد على عمليات التجميل والتي بلغت ذروتها ، يعود إلى ما تتمتع به من نسب نجاح كبيرة وخطورة أقل، بسبب الخبرات الطبية وتوظيف التقنية الحديثة في التشخيص والمعالجة، والتي رفعت من دقة الأداء، إلى جانب العامل الاقتصادي في إمكانية تناول أجورها لدى سيدات الطبقة المتوسطة من المجتمع الخليجي، ناهيك عن برامج القنوات الفضائية اليوم، والتي لعبت دوراً أساسياً في الاتجاه لهذه العمليات وترويجها، من خلال عرضها للعديد من الفنانات بأشكال مختلفة نتيجة لعمليات التجميل،
في البداية تحدثت السيدة الإماراتية “موزة “، التي تؤيد العمليات التجميلية، وتؤكد أنها خضعت لعملية تجميلية لتعديل أنفها، إلى الموديل الأحدث في عالم الأنوف، ألا وهو الموديل الرفيع ذو الزاوية الحادة، مضيفةً أن معظم صديقاتها في الجامعة قمن بإجراء مثل هذه العمليات، وكانت النتائج ناجحة، متسائلةً: لماذا نهمل أنفسنا إذا كان باستطاعتنا أن نتجمل؟.
وتؤكد المعلمة “نورة سعيد ” على أنها ليست ضد عمليات التجميل إذا كانت هناك حاجة لها، ولكنها دائماً تشعر أن الجمال الحقيقي هو الجمال الداخلي والإيمان الحقيقي والشعور بالحيوية والانتعاش، مما يجعل هذا الجمال الداخلي ينعكس على الشكل الخارجي، فهي على الرغم من أنها ليست صغيرة، إلا أنها دائماً تشعر بأن عمرها هو في عمر طالباتها في المرحلة الثانوية، وهذا الشعور لديها يغنيها عن عمليات التجميل، مشيرةً إلى أن العمر الحقيقي لا يحسب بعدد السنوات، ولكن بالشعور الداخلي للإنسان، فإذا كان يشعر بالحيوية والشباب فهو مازال شاباً والعكس صحيح.
وقالت السيدة نوال صبري في جمهورية مصر العربية ساهم في رواج عمليات التجميل والرشاقة هوس النساء بها «النموذج اللبناني» الذي استقبلناه في أغنيات الفيديو كليب، وبالتالي تنامت السوق التجميلية بشكل خيالي في ظل سيطرة ثقافة الثورة التي تعتمد على توظيف وتكريس مفاهيم معينة من بينها الوجه الجميل للأنثى والمقارنة بين نساء الواقع والوجوه المنحوته التي تأتينا عبر الفضائيات، وأصبحت مراكز الجمال في مصر تضاهي المطاعم والمقاهي!
البروفيسور مصطفى تاج الدين
وقال البروفيسور مصطفى عبدالكريم تاج الدين بمستشفى الملك فهد بالقوات المسلحة بجدة كان لا بد منها فيجب الأخذ بعين الاعتبار المخاطر الناتجة عن عمليات التجميل ومحاولة تجنبها باختيار الطبيب المناسب، وصاحب الخبرة الواسعة والسّمعة الحسنة والتأكد من أهليته، و لابد من الاستشارة قبل وبعد العمليات الجراحية التجميلية والحصول على الدعم النفسي، ويلزم ذلك إجراء الفحوصات الكاملة اللازمة لتجنب أي مضاعفات وإعداد ملف كامل بالتاريخ المرضي والمشاكل الصحية وتقديمه لطبيبك الخاص مع قائمة العلاجات المستخدمة يومياً.. وعدم استعجالك للنتيجة المطلوبة وأخذ الوقت الكافي مع المتابعة الدورية.. والأهم من ذلك التأكد إن كانت المخاطرة تستحق! وهل هنالك حاجة فعليّة أم لا..!
وحذر البروفيسور مصطفى تاج الدين من الانسياق خلف الإعلانات الوهمية أو الطبيب، دون معرفة مؤهلاته وخبراته، الأمر الذي جعل البعض يعانون من مضاعفات كبيرة.
الدكتور مروان الزرعوني
من جانبه، حذر الدكتور مروان الزرعوني استشاري ورئيس قسم التجميل بمستشفى راشد رئيس شعبة التجميل بجمعية الإمارات الطبية من المضاعفات السلبية لبعض عمليات التجميل والتي قد تؤدي إلى الإعاقة أو الوفيات في بعض الحالات، مشدداً على أهمية اختيار المركز المناسب لإجراء عمليات التجميل مع ضرورة وجود الحاجة الماسة لمثل هذا النوع من العمليات.
وأكد الدكتور الزرعوني، رفع دراسة لهيئة الصحة بإنشاء مستشفى شبه حكومي بالتعاون بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص، ويكون شامل لكل التخصصات من ضمنها العمليات التجميلية، بحيث يكون هناك مستشفى شبه حكومي للعمليات التجميلية، تشرف عليه الجهة الحكومية، ويستثمر فيه القطاع الخاص، وتكون الكوادر الطبية والتمريضية والإدارية تابعة للجهة الحكومية والخاصة، ويكون المردود للقطاع الحكومي والخاص، ونعمل في المستشفى الحكومي على العمليات الترميمية العلاجية لحالات الحروق والحوادث
الدكتور أنور الحمادي
وقال الدكتور أنور الحمادي استشاري الأمراض الجلدية ومدير مركز الأمراض الجلدية التابع لهيئة الصحة في دبي ورئيس شعبة الأمراض الجلدية في جمعية الإمارات الطبية، إن بعض مراكز وعيادات التجميل تتفنن في إعلاناتها وعروضها المغرية، التي لا تخلو من التضليل فمنها ما يدعي القدرة في القضاء على الصلع باستخدام حقن البلازما، ومنها ما يدعي القدرة تخفيف الوزن عن طريق الليزر والبوتكس، ومنها ما يدعي القدرة على تخسيس الوزن عبر أجهزة مخصصة لتذويب الدهون لتحسين القوام وغيرها..