تحتل كثير من البلدان حول العالم باليوم الدولي للمرأة. فهو يوم يُعترف به بإنجازات المرأة بدون النظر في أي تقسيمات أخرى من مثل القومية والإثنية واللغة والثقافة والبيئة الاقتصادية أو السياسية. وبرز هذا اليوم مع ظهور أنشطة الحركة العمالية في مطلع القرن العشرين في أمريكا الشمالية وبقاع القارة الأوربية.
ومنذ تلك السنوات المبكرة، كان لليوم الدولي للمرأة بعده العالمي الجديد للنساء في الدول النامية والمتطورة على السواء. وساعد نمو حركة اليوم الدولي للمرأة التي عزز منها عقد أربعة مؤتمرات أممية في ما يخص بالمرأة وقضاياها في جعل هذا الاحتفال فرصة لحشد الدعم لحقوق المرأة ودعم مشاركتها في المجالات السياسية والاقتصادية.
التقينا بداية مع الدكتورة. أفراح ملا علي سفيرة جامعة سالمنكا الاسبانية: الركيزة الاساسية للاحتفال بيوم 8 مارس هي تأكيد احترام المرأة وتقديرها، حيث إن دولا عديدة اقرت هذا اليوم كإجازة رسمية للمرأة مثل كوبا وروسيا والصين. يوم المرأة العالمي هو رسالة من المرأة لإقرار حقها بالتعليم والعمل وعدم التعنيف ومساواتها بالرجل في الحقوق والواجبات والمواطنة، لذلك يعد يوما مهما للعالم اجمع، لانه صرخة من اجل تحقيق المساواة و التوازن. والمرأة الكويتية هي جزء مهم من العالم بشكل عام، وجزء لا يستهان به في المجتمع الكويتي خاصة. ولذلك مهما تغيرت الظروف تبقى الأولوية لقضايا المرأة من خلال الاختيار الدقيق للموضوعات من قبل الأمم المتحدة التي تطرحها يوم 8 مارس، ففي سنة 2017 تطرقت لموضوعات المرأة في عالم العمل المتغير.
الدكتورة. أفراح ملا علي
استهلت الدكتورة رحمة لعروسي مديرة الترويج في المكتب الإقليمي الوطني المغربي للسياحة في ابوظبي لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا حديثها عن هذه المناسبة بالقول: إن يوم المرأة العالمي هو احتفال عالمي تقديرا للمرأة بكل ألوانها وأعراقها ولغاتها ودياناتها، لأنها تستحق عن جدارة في ظل الظروف التاريخية القاسية التي بخست حقوقها بالتعامل معها ككائن ثانوي وليس شريكا مكملا للرجل، ومع كل ذلك تقف المرأة في كل عصر وحقبة تكتب للتاريخ إنجازاتها على كل الأصعدة، سواء الاجتماعية او السياسية او الاقتصادية، وفي كل مناحي الحياة، وتبهر العالم بإنجازاتها العظيمة وتضع لها بصمة في التاريخ كثير من المؤلفات تشهد لها، وأنا أسمي هذا اليوم «يوم الحب» نظرا للطاقة العالية من الحب التي تحملها المرأة بين جنباتها، فكل عمل تتولاه تؤديه بشغف وحب، كذلك الأمر في بيتها تجاه أسرتها، لذلك اعتادت مختلف الشعوب على تقديم الورود للمرأة، سواء كانت أما أو بنتا أو زوجة كتعبير رمزي لمناصرتها في تحقيق المزيد من الحقوق. وهذا ينطبق كذلك على المرأة المغربية التي لم تتوان منذ فترة الغوص إلى يومنا هذا عن تسجل بصمتها في كل مجال ويسجل لها التاريخ ذلك.
الدكتورة رحمة لعروسي
الدكتورة حنان المطوع رئيسة شركة كونسورتيوم التعليمية ومجموعة الملكية البريطانية للتعليم تعتبرانه شيء جميل أن تخصص الأمم المتحدة يوما عالميا للاحتفال بالمرأة، التي عانت تاريخيا التهميش وسلب الحقوق والظلم والاضطهاد، ليس في الوطن العربي فقط، كما يعتقد البعض، وإنما في كل دول العالم بلا استثناء. ويحسد البعض المرأة العربية، رغم معاناتها على مختلف الأصعدة، على ما تتمتع به من الاحترام والتقدير من قبل المجتمع والأسرة.
وأشارت الدكتورة المطوع الى أن المرأة الكويتية نجحت في كثير من المهام التي أوكلت إليها وتبوأتها، ونالت ما تستحق من مناصب؛ كعضوية مجلس الأمة بعد إقرار الحقوق السياسية، وتم تعيينها وزيرة ووكيلة وزارة، بل إن الكويت كانت أول دولة عربية تتبوأ فيها سيدة منصب رئيسة للجامعة هي د. فايزة الخرافي، ونجحت المرأة الكويتية في مختلف الوظائف، كما استطاعت أن تؤسس شركات وتدير بنوكا ومؤسسات. ولا ننسى ربة المنزل ودورها المهم في تربية الأبناء. لذلك علينا في هذا اليوم العالمي أن نسلط الضوء على المشكلات التي تعانيها، والعمل على زيادة الوعي لديها بحقوقها وواجباتها. والعمل على تذليل العقبات التي تعترضها لتحقيق طموحاتها المشروعة ونيل حقوقها كمواطنة، عبر إقرار القوانين المناسبة أو تعديل أي قانون يتضمن التمييز.
الدكتورة حنان المطوع
ومن جهتها، تؤيد المحامية عذراء الرفاعي رأي سابقتيها في ان يوم المرأة العالمي هو ركيزة للاحتفال بإنجازات المرأة وتقديرها، وعليه يجب ان تحظى المرأة في هذا اليوم بإجازه أسوة ببعض الدول، كالصين، لتحتفل بما يليق بها في ذلك اليوم، موضحة انه مازالت قضية المرأة على مر السنين هي الشغل الشاغل لنا كنساء في المطالبه بحقوقنا الدستورية والقانونية والأساسية، ومازالت خارطة الطريق في مواجهة التحديات والسعي الى تحقيق التنمية المستدامة والسلام والأمن واحترام حقوق الإنسان، ويبقى تمكين المرأة لنيل حقوقها وممارستها في مركز أولويات وجهود الأمم المتحدة، لمعالجة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في كل أنحاء العالم. وعن خفوت صوت المرأة بعد نيلها حقوقها السياسية تقول: مازالت في الساحة تناضل لممارسة الحق السياسي وتولي المناصب القيادية، وتسعى لتغيير القوانين وتشريع ما يناسبها، والدليل هناك الكثير من المجموعات النسائية تسعى لنيل المزيد من الحقوق الاجتماعية والإنسانية، ولفتت الى ان الجيل الجديد من الفتيات لديه رؤية واسعة وأكثر تفهما لحقوقه، وذلك بما نشهده من السعي الى محاربة زواج القاصرات، فجيل الفتيات جيل واعٍ وقادر على إحداث التغيير.
المحامية عذراء الرفاعي
وتضيف الناشطة الاجتماعية الأستاذة نعيمة الصحراوية: برأيي نيل الحقوق السياسية ليس خاتمة المطاف للمرأة المغربية، حيث توجد أهداف أخرى يتم العمل على تحقيقها سواء على المستوى السياسي او الاجتماعي او الاقتصادي، والعمل التطوعي، لذلك لم يخفت صوت المرأة المغربية بل نجدها في جميع تلك الأمكنة زاخرة بالحب والعطاء لوطنها ومستمرة في المطالبة بحقوقها المنقوصة، لتتساوى مع أخيها الرجل في الحقوق والواجبات كما نص الدستور.
الناشطة الاجتماعية نعيمة الصحراوية
وقالت المرشدة السياحية ياسمين فؤاد من مصر أن قضايا المرأة مازالت تحظى بالاهتمام العالمي، فالمنظمات العالمية مازالت تدافع عن مختلف القضايا والحقوق الانسانية والمشكلات التي تتعرض لها النساء في المجتمعات العمالية أو العالمية، فمازال الأجر الذي تتقاضاه المرأة أقل من اجر الرجل في كثير من المجتمعات، وكذلك عدد البرلمانيات أقل، وشغل المناصب القيادية رغم زيادة تعداد النساء عن الرجال في كل بقاع العالم، مؤكدة أن المرأةالمصرية بعد نيل الحقوق السياسية لم يخفت صوتها، بل تحولت للعمل الجاد فحاولت الكثيرات خوض غمار الانتخابات ولم يحققن النجاح، لذلك تعمل الان كثير من المؤسسات والجمعيات الاهلية على تدريب وتمكين القطاع النسائي لتزويدهن بالمهارات الادارية والمعرفية والقانونية التي تعينهن لشغل المناصب السياسية بجدارة.
المرشدة السياحية ياسمين فؤاد
وتعتبر سيدة الاعمال نوال زمردة من مدينة اكادير المغربية، ان الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في 8 مارس من كل عام هو تقدير واحترام للنساء على الدور الايجابي والحيوي الذي يقمن به في بناء وتمكين المجتمعات ونهضتها، وتقول: عالميا انطلق منذ عام 1945 كبداية انشاء الاتحاد النسائي العالمي الذي طالب بتحرير المرأة من العبودية والاستغلال واعطائها جميع حقوقها الإنسانية في التعليم والعمل وغيرها، ونحن في المغرب نحتفل في هذا اليوم بالانجازات الكثيرة التي حصلت عليها المرأة المغربية والمجالات المتنوعة التي خاضتها بتميز وإبداع، إضافة لدورها الرئيسي في ادارة اسرتها وتربية الاجيال.
سيدة الاعمال نوال زمردة
وتشير المرشدة السياحية سارة سيد الى أن المرأة العربية حققت الكثير من النجاحات على كل المستويات والمواقف، وايضا بحسها الوطني العالي جادت في تقديم الروح والنفس لوطنها والعمل جاهدة لرفعة بلدها، الا أن بعض قضاياها ما زالت حبيسة الادراج واغلبها قائم على تحقيق المساواة الاجتماعية في المجتمع، من خلال توفير الرعاية السكنية للمرأة غير المتزوجة او المطلقة، فمحور قضايا النساء في الوطن العربي هو المطالبة بالمساواة في الحقوق التي كفلها الدستور للمواطن دون التفريق بسبب النوع الانساني.
المرشدة السياحية سارة سيد
وتقول المرشدة السياحية هناء رفعت: يوم المرأة العالمي يعنيني شخصيا، كما يعني المرأة المصرية، وهو اليوم الذي قررته الأمم المتحدة، وهو يختلف عن اليوم المخصص لمناهضة العنصرية ضد المرأة، والمفروض ان يكون هذا اليوم عيدا للمرأة وبالتالي من المهم أن تحتفل كل الدول بيوم المرأة العالمي، وقد تحدد في 8 مارس من كل عام. ويقصد بالاحتفال زيادة الاحترام العام للمرأة وتقديرها وحبها وتوضيح انجازاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بشكل متنوع، وفي بعض الدول تحصل المرأة على اجازة في هذا اليوم. وقد قررت الأمم المتحدة تخصيص هذا اليوم عام 1977.
المرشدة السياحية هناء رفعت
ومن جانبها، أشارت المحامية أريج حمادة إلى أن نساء أميركا هن اللواتي أطلقن الشرارة الأولى لضرورة الاعتراف بحقوق المرأة، ثم انتقلت العدوى إلى أوروبا ومنها الى العالم بأسره، مع اختيار الأمم المتحدة 8 مارس من كل عام يوما عالميا للمرأة. وبخصوص المرأة في الكويت فقد حققت الكثير من الإنجازات، ونالت ما تستحق من مكانة في الأسرة والمجتمع، حيث كان يعتمد عليها قبل النفط حين كان الرجل يذهب عبر البحار للتجارة، وهي من كانت تحفظ بيته وتسهر على تربية الأبناء، وبعد النفط تقلدت العديد من المناصب وأثبتت كفاءتها، لكن فرصتها معدومة في بعض الوظائف
المحامية أريج حمادة