اجتمع وزراء 19 دولة إفريقية، اليوم الثلاثاء، بقاعة أحمد بلافريج بمقر وزارة الخارجية المغربية بالرباط، في اجتماع وزاري غايته التفكير الجماعي من أجل تطوير أجندة إفريقية حول الهجرة.
هذا اللقاء الوزاري يدخل في إطار استمرارية المسلسل الذي دعا اليه جلالة الملك محمد السادس منذ انعقاد مؤتمر الاتحاد الافريقي والرامي إلى وضع اللبنة الاولى لأفريقيا بخصوص الهجرة.
وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الذي ترأس حفل الافتتاح، استعرض بعض الأرقام المثيرة للقلق خلال كلمته الافتتاحية إذ أشار إلى أنه من بين 258 مليون مهاجر الذين تم تسجيلهم خلال العام الماضي، هناك 36 مليون منهم أفارقة، وهو ما يمثل 24 في المائة من الهجرة العالمية.
وأكد بوريطة أن موضوع الهجرة المهيكل والمتعدد القطاعات والبالغ الأهمية يعتبر في المقام الأول اعتراف بالإلتزام الشخصي لجلالة الملك محمد السادس وقناعته العميقة لصالح اضطلاع القارة الافريقية بدور فاعل، مبرزاً في الوقت نفسه أن هذا الإختيار يعكس أيضاً نجاعة السياسة الوطنية للهجرة واللجوء التي أطلقت في عام 2013، والتي تعد في الوقت نفسه إنسانية وعالمية وتحترم حقوق الإنسان وحريصة على تنفيذ مسؤولية مشتركة وتعاون متعدد الأطراف متجدد.وقال بوريطة إن المغرب يطمح بأن يدفع بالتفكير أبعد نحو رؤية استشرافية لأجندة الهجرة في إفريقيا إذ سترتكز الاجندة، حسب التصور المغربي على ثلاثة محاور رئيسية هي : جعل الهجرة اختياراً وليس ضرورة ، و تجاوز الرؤى والأفكار المسبقة والتخلي على الأفكار النمطية، و تكريس وإعداد رؤية شاملة ومندمجة حول الهجرة.
ودعا رئيس الدبلوماسية المغربية الدول الإفريقية إلى وقف نزيف الهجرة، معتبرا أن هذا الاجتماع الوزاري يعد لقاء للنقاش والتفكير والتأمل، وليس لإلزام الدول المشاركة بوثيقة معينة، وإنما محاولة للمشاركة في المواثيق التي تستعد الأمم المتحدة لإخراجها حول ذات الموضوع، حتى لا تجد الدول الإفريقية نفسها بعيدة عن القرارات الدولية المتخذة في قضايا تعنيها.
وأوضح وزير الخارجية المغربي أن مسلسل إعداد واعتماد الميثاق العالمي يتيح لإفريقيا فرصة تاريخية لإصلاح الحكامة العالمية للهجرة، مؤكداً أنه يجب على افريقيا أن تتكلم بصوت واحد من أجل فرض أجندتها بشأن قضايا الهجرة.
يشار إلى أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس يرتقب أن يعرض خلال القمة الإفريقية المقبلة في أديس أبابا، نتائج الأجندة الإفريقية حول الهجرة، والتي سبق لجلالته أن دعا إليها من خلال رسالته التي وجهها إلى قمة الاتحاد الإفريقي-الإتحاد الأوروبي، في العاصمة الإيفوارية أبيدجان.