يوم المرأة العربية في يوم المرأة العالمي إنجازات باهرة على المستوى الوطني، وتطلُّع نحو العالميةنساءٌ بارعات ومتفوّقات، رائدات ومخترعات، وناشطات بارزات في مجالات العلم والفكر والأدب والفن والتربية والاقتصاد وإدارة الأعمال، والرياضة، والعمل الإنساني، والبحوث المتنوّعة في مختلف ميادين المعرفة. نساء عربيات من مصر والسعودية وسورية ولبنان وتونس والمغرب والامارات، تخطَّت إنجازاتهن الباهرة محيطهن المحلي إلى المحيطين الإقليمي والعالمي.
إنها سيرة موهبة وذكاء وكدّ ومثابرة على تحصيل المعرفة، والبناء على هذه المعرفة، وتحقيق إنجازات نوعية ومتميّزة، تتجاوز فائدتها البلد الذي تنتسب إليه صاحبة هذا الإنجاز أو ذاك، لتشمل مختلف بلدان العالم.
في «يوم المرأة العالمي» تقدّم «لها» قائمة ذهبية تشمل عدداً من الأسماء المعروفة لنساء تفخر بهنّ بلداننا ومجتمعاتنا، وهذه القائمة هي جزء بسيط من قائمة أكبر منها، تتّسع يوماً بعد يوم لتؤكد حقيقة أن المرأة العربية قد باتت في قلب حركة التقدّم والتطوّر التي تصنع حاضر عالمنا ومستقبله. ونبدأ استعراضنا لأبرز أسماء هذه القائمة من مصر.الدكتورة هدى بدران، الأمين العام لاتحاد نساء مصر، من رائدات العمل النسوي في القاهرة، أمضت 43 عاماً من عمرها في الدفاع عن حقوق المرأة، مؤكدة أن أهم محطات عملها النسوي كانت عام 1972، وتقول: «عام 1972 شكّل بداية اهتمامي بقضايا المرأة، حيث كنت أعمل مع منظمة الأمم المتحدة، وطلبت مني إجراء دراسة عن أحوال المرأة في ثلاث دول، مصر والسودان ولبنان، فكانت أولى ملاحظاتي تعرض المرأة للتمييز في مجتمعنا العربي، وعدم استطاعتها الحصول على حقها، وتمت مناقشة الدراسة في مؤتمر أقامته جامعة الدول العربية وشاركت فيه منظمتا «اليونيسيف» و«اليونسكو»،
المهندسة نرمين بليغ: واجهت خمسة تحديات في طريق نجاحي عشر سنوات من النجاح والعمل والكد لم تكن مفروشة بالورود أمام المهندسة نرمين بليغ، صاحبة أول مكتب استشاري على الإنترنت فقط، إذ استطاعت أن تكون الأولى عربياً في مجالها، وتحقق انتشاراً واسعاً في دول الخليج طغى على الانتشار الذي حققته في مصر. وتحكي عن تجربتها قائلة: «من البداية حددت هدفي، فأعلم أن المجتمع لا يتيح النجاح للأم العاملة ويعيقها بكل الوسائل والأساليب، فقررت ألا أتوقف عن النجاح وأن أكون صاحبة أول مكتب هندسي استشاري أونلاين، حتى لا أتوقف يوماً عن العمل، وافتتحت المكتب بالفعل وعملت مع فريق، وها أنا أم لطفلة عمرها ثلاث سنوات ولم أتوقف يوماً عن متابعة مشروعي أو تطويره».
إيفا عمدة قرية «كمبوها» مركز ديروط في محافظة أسيوط، هي أول عمدة امرأة درست القانون في كلية الحقوق، وورثت العُمدية عن أبيها، فدائماً تقول إنها عمدة ابنة عمدة، بل فازت بالعُمدية عن أخيها الرجل، وتمارس أعمال العُمدية من دوار أبيها العمدة. أما مظهرها فكأنها امرأة في الحضر لا الصعيد، حيث لا تتخلى عن «الجوب» والبلوزة، وأحياناً ترتدي البنطال، رغم أن قرى الصعيد لا تعترف بتلك الثقافة في الأزياء.
وتوضح: الناشطة الاجتماعية الاستاذة نعيمة الصحراوية «أكره التمييز في التشبيه، فالنساء لسن ضلعاً أعوج أو مكسورات الجناح، ولسن ناقصات عقل ودين كما يشوّه الرجال، بل نحن مبدعات ورائدات وملهمات أيضاً».ترى إيفا أن المرأة أكثر ذكاءً في المعاملات الإنسانية، وهذا سر نجاحها في إدراة شؤون حياتها،.وتقول: «إضافة إلى طموحي المهني في النشاط الا جتماعي فقد كان طموحي الاجتماعي أكبر، وهو إزالة ثقافة التمييز، وساعدني على النجاح فيه عملي ناشطه اجتماعية
تقول الدكتورة اسيا: «لم أحب عملي في ترميم الآثار يوماً، وأعتبر نفسي من القلائل المحظوظين باكتشاف أنفسهم، فتوجهت على الفور إلى ما أحب وأعشق، وهذا سر سعادتي في الحياة لدرجة أنني أخشى أحياناً أن أحسد نفسي على سعادتي الغامرة بعملي».وتتابع: «طريق النجاح غير مكلل بالورود على الإطلاق، بل كل نجاح يشوبه قدر كبير من الإحباط، لكن علينا مقاومته وتطويعه إلى نجاح أكبر».
في النهاية، ترى الاعلامية تهاني الجهني أن البعض يمارسون تمييزاً خطيراً ضد المرأة من طريق تصنيفها عاملة أم ربة منزل، وتقول: «لماذا نتبع التمييز حتى بين النساء وبعضهن؟ المرأة العاملة في النهاية أمٌّ تعود إلى منزلها وتمارس مهام ربة المنزل بنفسها، فلو نجحنا في الكف عن التمييز وطبقنا معايير الإنسانية على الرجل والمرأة، هنا فقط سنصل إلى المساواة الحقيقية».
تقول الدكتورة مي ابو السعود إن تحدي الثقافة الذكورية كان الدافع وراء نجاحها، فقد أرادت أن تعوض أباها عن عدم إنجابه صبياً، لتؤكد له بطريقة عملية أن الفتيات من الممكن أن يكنَّ سنداً ويخلّدن اسمه في التاريخ من طريق النجاح، خاصةً أن الثقافة العربية تؤكد أن من لا ينجب صبياً ينقطع اسمه في الحياة.وتضيف: «ذلك كان هدفي في الحياة، وساعدتني على تحقيقه قراءاتي الكثيرة لقصص النجاح، مثل مشوار العالمة سميرة موسى، خاصةً أنها ابنة محافظة الغربية التي أنتمي إليها، فتمنيت أن أكون في مثل نجاحها وعملت جاهدة على تحقيق حلمي».
وتضيف: الدكتورة ماجدة «تهدف المسابقة إلى تلقي حلول مبتكرة من جميع الوطن العربي ، والتي حددناها في ثلاثة محاور، أولها تحلية المياه والطاقة، وثانيها التقنيات الحيوية في الطب والزراعة، وثالثها تقنيات المعاقين في استخدام التكنولوجيا والريبورت، ولا نشترط في المسابقة مستوى تعليمياً معيناً أو جنسية معينة، بل إن الباب مفتوح أمام الجميع لتنشيط ابتكاراته، والرائع في الأمر أنني نجحت في الحصول على موافقة رئاسة الجمهورية على رعاية المسابقة».وفي النهاية توجه كلماتها الى كل امرأة قائلة: «آمني بنفسك وقدراتك، أنت على الطريق الصحيح، فالنجاح لا يحتاج إلا الى المزيد من الصبر والاجتهاد».