
قال الفنان الشعبي المغربي مصطفى بوركون أنه اختار في الوقت الراهن أن يتابع ما يجري في الساحة الفنية، التي اكدا إن المبدعين الحقيقيين فيها أصبحت أدمغتهم مجمدة أو «كونجلي». واسترسل مصطفى بوركون أن الجيل الحالي من الفنانين الشباب نجح في انتشار الأغنية المغربية في العديد من أقطار الوطن العربي رغم أنهم اعتمدوا على المزج بين الإيقاعات المغربية والخليجية . عن هذه المحاور وأخرى يتحدث في الحوار التالي:
* يلاحظ أنك توقفت عن تقديم أغان جديدة، فما السبب؟
* في الواقع لم يعد الوضع في الوسط الفني مشجعا على تقديم أي جديد، ف”القضية تخلطات وتجلطات”، وارتأيت أن أرجع خطوة إلى الوراء وأتابع ما يحدث.
* ما هي الأمور التي جعلتك تتخذ هذا القرار وتتوقف عن الإنتاج الفني؟
* أعتقد أن كل متتبعي الشأن الفني يلاحظون أن الوضع في الساحة الفنية والإبداع بشكل عام كان في “الكوما” وأصبح في الوقت الراهن في “الروضة”، إذ أن أدمغة المبدعين أصبحت “كونجلي” ولم يعد هناك مكان للفن الأصيل والجميل الذي يعكس الثقافة والهوية المغربية مائة في المائة، كما أن الأغنية المغربية لم تعد على غرار ما كانت عليه في عقود سابقة حين كانت تمثل المغرب في محافل عربية، وتطلع منها “ريحة تراب المغرب” حين يؤديها رواد مثل عبد الوهاب الدكالي أو نعيمة سميح. والأغنية المغربية في وقت سابق استطاعت أن تفرض مكانتها حتى بعد رحيل مبدعيها الذين ظلوا أوفياء للجانب الإبداعي.
* هل هذا يعني أن الجيل الحالي من الفنانين أساء إلى الأغنية المغربية؟
* لا أقول إن الجيل الحالي فشل وتخلى عن الجانب الإبداعي، بل على العكس توفق عدد من الفنانين مثل أسماء لمنور وسعد لمجرد وحاتم إيدار في جعل الأغنية المغربية تنفتح على العالم العربي، بعد أن ظلت لعقود طويلة بعيدة عن الجمهور، الذي طالما كانت حجته أنها تتضمن عبارات غير مفهومة.
والجيل الجديد في مسار الأغنية المغربية قام بمبادرة ومجهود، لكنه في الآن ذاته كان مضطرا إلى المزج بين إيقاعات مغربية وخليجية وإدراج كلمات من «الدارجة»، التي باتت شريحة واسعة من الجمهور العربي تعرف معناها. والغريب أن الجمهور المغربي خلافا للجمهور العربي، كان ومازال يبذل مجهودا لفهم كل اللهجات واللغات مثل السورية والمصرية والخليجية وربما قريبا سيتعلم التركية لو كانت المسلسلات المدبلجة تبث نسختها الأصلية.
* هل كان انتشار الأغنية المغربية في دول عربية إيجابيا بالنسبة إليها؟
* يعتبر انتشار الأغنية المغربية في الوطن العربي إيجابيا من خلال ما قام به الجيل الجديد، لكن الجانب السلبي أنهم كانوا مضطرين للاستعانة بإيقاعات دخيلة مثل الإيقاعات الخليجية من أجل الترويج لها.
* يلاحظ كذلك أن مشاركتك في الحفلات والمهرجانات أصبحت قليلة في الآونة الأخيرة، فما تعليقك على الموضوع؟
* إن بعض المسؤولين في المهرجانات والتظاهرات يتعاملون بأسلوب المحسوبية والزبونية ومنطق “باك صاحبي”، وهذا ما يؤدي إلى اختيار فئة معينة من الفنانين للمشاركة في تظاهرات معينة دون فئة أخرى. والواقع أنني لا أريد الخوض كثيرا في هذا الموضوع لأن من يتكلم “تجيه المقدة في العنكرة”.