كالنار في الهشيم، انطلق هاشتاغ «كوني حرة» عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليقلب الأمور رأساً على عقب، ليطبق بيت الشعر القائل «تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن»، فبعد الحملة التي أطلقتها قناة «إم بي سي 4» على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان «كوني حرة»، والتي أكدت أن الهدف من ورائها هو تمكين المرأة العربية وتعزيز دورها في المجتمع.
انهالت ردود الأفعال الحادة والمتباينة من المغردين الذين اتفق أغلبهم على أن هذه الحملة ما هي إلا دعوة للعبودية والتمرد على قيم المجتمع، لافتين إلى أن المرأة العربية حرة منذ ولادتها، قوية بحجابها وحيائها ولم يظلمها الدين ولا الوطن ولا الرجل، وأنها اليوم متعلمة وواعية في ظل حفاظها على عادات وتقاليد مجتمعها الذي يصونها ويحترمها ويحفظ لها حقوقها.
وشن رواد ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي بالسعودية هجوماً حاداً على القناة، مطالبين بمقاطعتها، بعد نشرها تغريدات عدة عن مفهوم الحرية للفتاة، أبرزها «كوني حرة فأنت لم تخلقي لتكوني تابعاً أو ظلاً» مرفقة بصورة لفتاة تظهر مفاتنها، وهو ما أثار استياء المغردين، الذين اعتبروا هذه الحملة دعوة مبطنة لممارسات سيئة.
تعليقات
وقد علّق الداعية الدكتور سلمان العودة على الضجة التي أثيرت حول حملة «كوني حرة»، حيث قال في مقطع فيديو: «إياك أن تعتقد بأن واقع المرأة اليوم هو الصورة التي يريدها الإسلام»، مشيراً إلى أن الحملات التي وصفها بـ«المشبوهة» بشأن حقوقها لا تنطلق من الحرص على مصلحتها أو السعي الجاد لحمايتها من العنف أو الاعتداء أو الظلم أو التحرش وغيره، ومؤكداً أن مجتمعاتنا بحاجة ماسة لحماية المرأة.
كما علق الشيخ سعود الشريم مغرداً: «كوني حرة أمام من يريد تزوير حريتك، كوني حرة أمام من يريد أن تميلي ميلاً عظيماً، واحذري من بيع حرية منحك الله إياها بحرية يدعو إليها أهل الشهوات».
وكان عدد من المغردين قد أطلقوا دعوات لمقاطعة القناة سواء بكتابة تغريدات أو نشر مقاطع فيديو، ومن أبرز التعليقات «كوني حرة.. كلمة حق أريد بها باطل» وغيرها.
بيان توضيحي
ورداً على الهجوم الذي تعرضت له مجموعة «إم بي سي» بعد انتشار الهاشتاغ، أصدرت المجموعة بياناً نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي توضح من خلاله مقصدها من الحملة وتركيزها على عنوان «كوني حرة» فقط لا غير، مؤكدة أن بعض ناشطي التواصل الاجتماعي ساقوا في وقت سابق بقصد وتصميم، اتهامات عدة بحق حملة أطلقتها القناة قبل عدة أشهر، وأن البعض الآخر قام بفبركة وتزوير أجزاء أخرى من الحملة باستخدام تطبيقات مختلفة كـ«الفوتوشوب».
ومشيرة إلى أنه بعد التحقق والتدقيق الداخليين اللذين أجرتهما «إم بي سي» تبين أن أحد العاملين لديها في قسم الإعلام الجديد، أخذ على عاتقه مسألة ابتداع أجزاء جديدة من الحملة الأساسية، وذلك عبر إطلاق إضافات متفرعة لم تكن أصلاً في صلب الحملة، لينساق جزء من تلك الإضافات باتجاه مغاير، عبر اعتماده أسلوباً خاطئاً وصياغة لغوية مسيئة ومرفوضة من قبل المجموعة، ما أضر بجوهر الحملة وهدفها النبيل الداعم لحقوق المرأة العربية وتمكينها.
وعلمت « السياحة الخليجية » أنه بناءً على التحقيقات الداخلية، تم فصل 3 من المسؤولين المباشرين، وهم رئيس قسم «السوشال ميديا»، واثنان من العاملين في القسم، وذلك يوم الأربعاء الماضي 5 أبريل.