لطيفة التونسية صورة أصيلة وجميلة وصوت مؤثر في عالم الأغنية العربية التي تتهاوى اليوم تحت قصف الكلمات السخيفة والصور الهابطة , فنانة من الزمن الجميل كما يصفها كبار النقاد , فنانة ملتزمة بما تقدم تخاطب جمهورها بثقة كبيرة , تتكلم في السياسة والثقافة , الجانب الإنساني من شخصيتها مؤثر فهي التي دعمت الشعب العراقي المنكوب , ووقفت مع لبنان وشعبها , تنتقد بصدق الواقع العربي المتردي , قالت لنا بصراحة إن الحكومات العربية مغيبة وفاقدة للوعي , تشيد بدور العائلة في حياتها وتعزو نجاحها بوقوفهم إلى جانبها , لا تنسى أن تشكر كل من وقف معها خلال مسيرتها الطويلة ومنهم زياد الرحباني الذي تعتبره بالمبدع والمسئول عن كل ما يقوم به , يعنيها كثيرا قضايا الشباب فهم القاعدة الأكثر تأثيرا في أي عملية نحاور الفنانة التونسية لطيفة عبر الملفات التالية:
أين قضايا الشباب من اهتمامات الفنانين ؟
ديموغرافية الوطن العربي كلهم شباب وأغلبيتهم شباب وهم مجتمع حي وعلينا أن نمدهم بالمزيد من الثقة والاهتمام حتى يشعروا بتلك الحيوية دوما الشباب العربي يحتاج إلى فيتامين وتقوية دائمة من الفنانين والمفكرين والسياسيين والقيادات والوزارات والمهرجانات فهو بحاجة إلى توجيه صحيح
يفترض إن الفن رسالة سامية لكن الرسائل الموجهة للشباب عبر كليبات كثيرة تقول غير ذلك :
ما تقولينه عين الحقيقة صحيح الفضائيات موجودة وما تقولينه موجود في واقعنا , لكن الشباب أوعى من هذا وهو متفطن لهذه السخافات التي تدعي نفسها بالغنائية , يوجد شباب منساق إلى الابتذال ولكن يوجد أيضا شباب واعي ومسئول جدا والشباب مسئول عن نفسه و لو انتظر القيادات فلا احد سيقوده إلى الطريق الصحيح
ثمة قصف عنيف تخاطب الغريزة كيف يختار الجمهور المتنوع ما هو جيد في زحمة الهابط الكثيف ؟
أفهمك ولكن الدور الأول الرئيسي هو للشباب نفسه بصراحة هو عليه أن يختار, أن يستند إلى فكره ووعيه وخلفيته الفكرية والثقافية ليبتعد عن تلك الأغاني وهذا كان أهم ما سج قدمته (بنص الجو)*(ولشو التقليد ولشو التعقيد أنا أطباعي شرقية ) يعني هناك ما سج مباشر قلناه إن الأغنية ضد التعقيد والأغنية رسالة وفن ملتزم
هل الفنان العربي مثقف ولديه فكرة عن مجمل قضايا وطنه ؟
نعم الفنان العربي فنان ملتزم وكثيرون أثبتوا حضورهم في المشهد الثقافي عبر رسائل كثيرة ناجحة ووقوفهم مع قضايا الأمة العربية , مثلا ما حدث في لبنان كان مثالا صارخا وأوصل الفنان العربي الصوت العربي والواقع العربي إلى أقاصي الأرض , وهم حاضرون في مجمل القضايا
كيف خطوت لهذا المستقبل الذي تعيشينه اليوم ؟
أنا ابني مستقبلي بناء على الماضي وبالنسبة لي الطريق كان سالكا وواضحا جدا من أوله لآخره , ثمة كثيرون دعموا مسيرتي وكوني ملتزمة بخط معين وطريق ذو أهداف واضحة ومحدودة وكون عندي قناعات معينة لا أحيد عنها مهما تبدلت الظروف والوقائع كان ذلك سرا كبيرا لنجاحي وبقائي في الذاكرة العربية التي لا تنسى الجيد أبدا , مثلا عملي مع منصور الرحباني دعم تجربتي وكمل عملي مع يوسف شاهين وعملي مع زياد الرحباني كمل عملي الذي عملت مع العمالقة الكبار كلهم ومن الملحنين الكبير كاظم الساهر وآخرون كثيرون, والمسيرة مستمرة وثمة تكامل بين عمالقة كبيرة ساعدوني لان أصل إلى ما أنا فيه بالإضافة إلى اجتهادي الشخصي وإيماني بما أقدم فالفن عطاء متواصل ورسالة كبيرة وتنضج الخبرة الفنية مع تقدم الخبرة والنضج والممارسة
هل لديك مرجعية في عالم الأغنية ؟
بكل تواضع أعود لنفسي ودماغي أولا ثم إلى بعض المقربين الصادقين والمهتمين من حولي
ما دور العائلة في حياتك منذ البداية ولمشوارك الآن ؟
لأهلي أكبر دور وأولهم والدتي , هي سيدة لا تقرأ ولا تكتب لكن دماغها يوزن بلد ( كما يقولون في تونس ) هي امرأة عظيمة وسيدة واعية رافقتني في خطواتي الهامة ولازالت تمدني بذاك العطاء المتدفق , بالإضافة إلى البيئة التي تربيت فيها في تونس دعمتني كثيرا وجعلتني اعشق الفن في وقت كان هناك تحفظ على هذه المهنة في بلدان كثيرة , أهلي في تونس علموني إن الفن رسالة وإن الفن عطاء وإنه أسمى هدية ربانية أعطاني الله
ما مفهوم التمرد على العادات حينما تختار المرأة أن تصبح مغنية أو مطربة في مجتمعاتها المحافظة ؟
شخصيا لا اعترف به