عدد من المثقفين على أن إشكالية عدم تنفيذ التوصيات تمثل المعضلة الأساسية التي تواجه مؤتمر الأدباء السعوديين، مرتئين ضرورة إيجاد لجنة تتولى متابعة تنفيذ توصيات مؤتمر الأدباء الثالث من أجل الارتقاء بالحراك الأدبي والحالة الثقافية والنهوض بهما لمواكبة رؤية المملكة 2030 في الشأن الثقافي، ويقف الأدباء المشاركون في هذه الاستطلاع مساندين لهذه الفكرة، كما هو الحال في رؤية الكاتبة سما يوسف، والروائي صلاح القرشي، والأديبة ثريا بيلا، والدكتورة نادية بخاري، والدكتورة فاطمة عاشور، والناقد المسرحي تميم الحكيم، فكلهم يرى أن أهمية تنفيذ توصيات المؤتمر، فيما تفاوتت آراؤهم حول المؤتمر الثالث من حيث الإشارة للإيجابيات وتعديد السلبيات.
في البداية ذهبت «سما» إلى تسجيل شهادة حق واعتزاز للمؤتمر، مرتئية أنه «كان مؤتمرًا وطنيًا وأن الوزارة لبت مشكورة مطالبنا».. مستدركة بستجيل عدة ملاحظات على دورة هذا العام تتمثل في:
ضيق الوقت بسبب تزاحم البحوث (60 بحثًا ودراسة في 13 جلسة)، وتكرر أسماء المشاركين في البحوث.
متطلعة إلى:
عقد المؤتمر كل أربع سنوات بدلًا من عامين حتى تكون فترة كافية، وعدم تكرار تكريم من سبق لهم التكريم، و تحويل الأندية الأدبية إلى مراكز ثقافية شاملة، ودعم أدب الطفل وتشجيعه، و ترجمة الأدب السعودي إلى لغات حية ونشره عالميًا.
هيكلة الأندية
فيما قصرت الأدبية ثريا بيلا مطالباتها بضرورة تطوير هيكلة الأندية الأدبية بحيث تستقطب جميع المثقفين والمثقفات المهتمين والمتفاعلين بالشأن الثقافي ونهوضه وعدم إبعادهم عن عضوية النادي بحجة تطبيق اللائحة.
تكتلات أدبية
وتعضد الدكتورة فاطمة عاشور رأي الجميع في «ضرورة إنشاء رابطة للأدباء السعوديين بشكل مقنن ومؤسسي تضم جميع الأشخاص المهتمين بشتى أنواع الأدب»، وضرورة إحداث تغيير هيكلي للأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون، داعية إلى ضمان حرية الإبداع والمبدع دون أن يكون تابعًا لأحد أو يتبناه أحد، ودعم النشر للمبدعين من الكتاب والشعراء، مؤكدةً على أولوية الاهتمام بأدب الطفل. مشددة على دور الإعلام في دعم الإبداع ونشر الثقافة.
تكرار التوصيات
وأبدى الناقد المسرحي تميم الحكيم ملاحظات حول تكرار بعض التوصيات لما سبق اتخاذه في مؤتمرات الأدباء السابقة، مضيفًا: يحمد لهذا المؤتمر اهتمامه بأدب الطفل وأدب الشباب، واتخاذ توصيات في ذلك، وكذلك اهتمامه بالمسرح مع عدم اتخاذ أي توصية لدعمه، رغم مكانته في المكوّن الثقافي لأي بلد ويلاحظ أن (رؤية 2030) حول قيام (هيئة للثقافة) لم تؤخذ بعين الاعتبار في سياق التوصيات، رغم أنها تشكّل إستراتيجية للمؤسسات الثقافية والأدبية وعلى جميع الأحوال فإن وزارة الثقافة والإعلام تُشكر على ما بذلته من جهد في تنظيم هذا المؤتمر.
آمال معلقة بالدورة المقبلة
وقال الروائي صلاح القرشي: في كل مؤتمر هنالك الكثير من التوصيات الجيدة؛ لكن التوصية الأهم والتوصية المفقودة والغائبة واليتيمة هي تلك التي تضمن تنفيذ ما يوصى به في كل مؤتمر والنتيجة هي تراكم التوصيات وتراكم العجز والدوران في حلقة مفقودة فلن يتذكر أحد شيئًا مما يقال الآن إلا عندما يحين موعد مؤتمر الأدباء المقبل؛ حيث سنحصل على المزيد من التوصيات الجيدة والمزيد من المصروفات المهدرة والدعوات والمحاضرات.
ويضيف القرشي: بالنسبة لي شخصيًا لا أعوِّل كثيرًا على ما يمكن أن تحدثه هذه المؤتمرات من إيجابيات؛ بل إنها حتى على مستوى الندوات والأوراق المقدمة مالت إلى البحوث الأكاديمية الجافة والمكررة ولم تستطع طرح موضوعات جديدة ومختلفة وجاذبة، وما حدث في مؤتمر الأدباء هو صورة لما تقدمه الأندية الأدبية ولا يحمل جديدًا.
تكريم بشروط
ترى الدكتورة نادية بخاري أن عقد المؤتمر كل عامين يتطلب وجود لجنة متفرغة لذلك من الأكاديميين المتخصصين وهيئة إدارية تتبعهم، مقترحة تكريم الأدباء السعوديين وفق معايير منها:
تكريم من يستحقون التكريم ممن لم يتم تكريمهم مطلقًا، والتوازن في تكريم الأدباء بين القدامى والمعاصرين.
وتحصر الدكتورة نادية مطالباتها في:
إنشاء رابطة للأدباء السعوديين تتبنى كل الفنون الأدبية، و مؤسسة إدارة الأندية الأدبية وفك ارتباطها بشخص رئيس النادي، و تخصيص سوق عكاظ جائزة الدولة التقديرية في الأدب، و تعدد جوائز الدولة التقديرية حتى تشمل كافة أنواع الأدب بما في ذلك أدب الطفل.