كشف الاتحاد الدولي للنقل الجوي «اياتا» عن توقعاته بانتعاش أرباح شركات الطيران حول العالم مع تسارع وتيرة التعافي من تداعيات «كوفيد-19» وتوقع تراجع خسائر القطاع إلى 9.7 مليارات دولار في تحسُّن عن التوقعات المسجلة في أكتوبر الماضي بوصول الخسائر إلى 11.6 مليار دولار.
ولفت إلى عوامل رئيسية ستساعد شركات الطيران على الحد من خسائرها مثل المكاسب الناتجة عن زيادة الكفاءة وتحسن العائدات، وذلك رغم ارتفاع تكاليف اليد العاملة والوقود نتيجة زيادة بنسبة 40% في أسعار النفط العالمية.
وذكر الاتحاد الدولي للنقل الجوي، أن هناك ارتفاعاً في مستويات الطلب مجدداً مدفوعة بعوامل عديدة، مثل قوة الطلب المكبوت ورفع القيود المفروضة على السفر في غالبية الأسواق وانخفاض معدلات البطالة في معظم الدول وازدياد المدخرات الشخصية، وبالتالي ستصل أعداد المسافرين في 2022 إلى 83 % من المستويات المُسجلة قبل بدء جائحة «كوفيد-19».
وقال ويلي والش، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي: تتسم شركات الطيران بقدر كبير من المرونة، ما يعزز من قدرتها على تلبية الطلب الذي يرافق هذه الزيادة في أعداد المسافرين، وبالنسبة لقطاع الشحن، فهو يسجل أداءً جيداً بالرغم من الوضع الاقتصادي غير المستقرّ حول العالم، إذ ستنخفض خسائر القطاع إلى 9.7 مليارات دولار هذا العام مع توقعات بتحقيق أرباحٍ أكبر خلال عام 2023.. وبشكل عام، يمر القطاع الآن في فترة تدعو إلى التفاؤل بالرغم من الصعوبات المتعلقة بالتكاليف وخاصة الوقود، فضلاً عن القيود التي لا تزال مفروضة في بعض الأسواق الرئيسة.
ومن المتوقع أن تصل إيرادات القطاع إلى 782 مليار دولار بزيادة 54.5% عن عام 2021، وبارتفاع 93.3% من المستويات المُسجلة عام 2019.
وقد يصل إجمالي الرحلات خلال عام 2022 إلى 33.8 مليون رحلة، ما يمثل 86.9% من الأرقام المُسجلة خلال 2019 عند 38.9 مليون رحلة.
وتُشير التوقعات إلى وصول إيرادات المسافرين إلى 498 مليار دولار من إجمالي إيرادات القطاع، بنسبة تُعادل أكثر من ضعف الإيرادات المُسجلة في عام 2021 عند 239 مليار دولار.
وأشار «اياتا» إلى أنه بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، فإن إعادة افتتاح مسارات الطيران الدولية، وخاصة الرحلات الجوية الطويلة، تُشكل مؤشراً إيجابياً بالنسبة للكثيرين خلال العام الجاري.
ومن المتوقع أن يتراجع صافي خسائر القطاع في عموم منطقة الشرق الأوسط إلى 1.9 مليار دولار عام 2022 مقارنةً بالخسائر المسجلة في 2021 والتي بلغت 4.7 مليارات دولار.
كما قالوا مسؤول وخبراء في قطاع السياحة أن مع رفع القيود المتعلقة بالسفر في العديد من الوجهات وعودة الثقة للمستهلك السياحي بالأسواق، تستمر حركة السياحة العالمية في الانتعاش بوتيرة قوية.
وقالوا أن الأرقام المتاحة توضح أنه خلال الربع الأول من العام الحالي 2022 استقبلت الوجهات السياحية حول العالم 117 مليون سائح، أي بنسبة زيادة قدرها 182% عن الفترة المماثلة من العام الماضي 2021 والتي كان عدد السائحين خلالها 41 مليون سائح فقط .
وقال وزير السياحة والآثار المصري خالد العناني إن مصر متفائلة باستقبال المزيد من الزوار هذا العام مع تزايد الأعداد بشكل مطرد منذ يناير إلى حوالي نصف مليون سائح شهريًا. وتراجعت إيرادات السياحة ، وهي مصدر مهم للعملة الأجنبية لمصر ، بنسبة 70٪ في عام 2020 بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، وتمثل السياحة عادة ما يصل إلى 15٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. كما بلغت عائدات السياحة الشهرية حوالي 500 ألف دولار ، أي نصف ما كانت عليه قبل الوباء. لكن عناني قال إن مصر تأمل في التعافي بحلول نهاية العام عندما تهدف إلى تطعيم موظفي السياحة في المنتجعات على طول البحر الأحمر وتسمية المنطقة كوجهة خالية من كورونا «كوفيد-19».
وقالت وزيرة السياحة المغربية، فاطمة الزهراء عمور إن عائدات السياحة زادت من 5.4 مليار درهم (1 دولار أمريكي = 10.09 درهم مغربي) إلى 9.7 مليار درهم، ما مكن المغرب من تحقيق انتعاش مهم في القطاع. وأشارت إلى أن صادرات الصناعة التقليدية، سجلت بدورها، ارتفاعا بنسبة 25 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وتوقفت المسؤولة الحكومية عند مختلف التدابير المتخدة لإنعاش القطاع السياحي، والتي أجملتها في دعم القطاع السياحي ب2 مليار درهم. كما “تحفيز الاستثمار في المجال السياحي” قالت عمور إن الوزارة قامت بإعادة توجيه تدخلات الشركة المغربية للهندسة السياحية في اتجاه الاستثمار السياحي أكثر استجابة لمتطلبات السياح.
وقالت الأميرة هيفاء آل سعود نائب وزير السياحة السعودية إن مساهمة السياحة في ناتج الدول عالميا 7.9%، وأفضل الدول بين 10 و12%، ونحن في السعودية نستطيع الوصول للمعدلات العالمية في 2030، مع تقعيل المشروعات السياحية التي ستظهر نتائجها سريعا. “30 مليار ريال حجم الاستثمارات الأجنبية في قطاع السياحة، و50 ألف غرفة فندقية جديدة ستدخل الخدمة خلال عامين، كما تستهدف المرحلة الأولى من استراتيجية السياحة 8 وجهات، وهذا سيسهم في خلق وظائف جديدة وهي أولوية حكومية تستهدف إفادة الشباب والشابات السعوديين والذين يمتلكون العديد من المهارات للعملي في السياحة”،
كما أشار وزير الصناعة والتجارة والسياحة رئيس مجلس إدارة هيئة البحرين للسياحة زايد بن راشد الزياني إلى أن لدى مملكة البحرين تجربة ثرية في مجال دعم القطاع السياحي والنهوض به من خلال التشاركية مع المشتغلين في القطاع وإنشاء مشروعات بنى تحتية جاذبة وإطلاق استراتيجية طموحة، وغير ذلك من الأمور، مشيرا إلى استعداد هيئة البحرين للسياحة والمعارض إلى مشاركة هذه التجربة مع جميع الدول الساعية إلى تنشيط السياحة فيها، والاستفادة من التجارب والخبرات المشتركة.
أكد الاستاذ علي الزيات المدير التنفيذي لمكتب سياحة عمان التمثيلي في السعودية أن مع رفع القيود المتعلقة بالسفر في العديد من الوجهات وعودة الثقة للمستهلك السياحي بالأسواق، تستمر حركة السياحة العالمية في الانتعاش بوتيرة قوية. وعلى الرغم من أن حركة السياحة الدولية لا تزال أقل بنسبة -80% من مستويات عام 2019، إلا أن المؤشرات توضح أن الانتعاش التدريجي سوف يستمر طوال العام الحالي 2022 حيث تخفف المزيد من الوجهات من قيود السفر أو ترفعها تماما، ويتم إطلاق العنان للطلب المكبوت.
ووصف الخبير السياحي ومدير حسابات العملاء في طيران ناس بالمنطقة الغربية الاستاذ ضواي المقاطي بيانات منظمة السياحة العالمية التي ترصد عدد السياح الدوليين حول العالم بأنها مشجعة، متمنيا بأن تتمكن الدول من تحقيق أرقام أعلى من المعدل العالمي بسبب التطعيمات والدعم الحكومات والمبادرات النوعية .وقال إن انتعاش السياحة الذي تشهده السعودية ودول المنطقة يعود إلى زيادة الثقة في السفر وسرعة التطعيم، فضلا عن تخفيف قيود الدخول في العديد من الدول، مؤكدا أهمية مواصلة الجهود على المستوى الدولي في تنسيق إجراءات السفر، والاستفادة من شهادات التطعيم الرقمية لتسهيل التنقل، وغير ذلك من المبادرات المشتركة لمواصلة دعم قطاع السياحة.
وكشف الاستاذ يوسف المجيزي مدير مساعد دائرة تطوير الاسواق بوزارة السياحة العمانية أن القطاع الفندقي في السلطنة سيشهد تدشين 70 غرفة فندقية من مختلف الفئات خلال العام الجاري والمقبل ستضيف 4500 غرفة فندقية جديدة. أوضح المجيزي أن أكثر من 600 منشأة فندقية تعمل حالياً في مختلف محافظات السلطنة تضم أكثر من 26 ألف غرفة فندقية، لافتاً إلى أن التوجه الرئيسي لوزارة التراث والسياحة خلال المرحلة المقبلة يتجه نحو تعزيز المنتجات والخدمات التي تقدم قيمة مضافة، وتعزز تنافسية القطاع السياحي ومن ضمنها النزل التراثية.
وقال علاء العلي الرئيس التنفيذي لشركة نيرفانا القابضة للسفر والسياحة إن جميع الأرقام الاحصائية تشير إلى أن قطاع السياحة يمر بمرحلة انتعاش وذلك بعد أن شهد موسم العطلات خلال عيد الفطر زيادة كبيرة في عدد الزوار إلى مختلف المواقع الأثرية والسياحية في جميع أنحاء الامكارات ، في حين تجاوزت معدلات الإشغال في فنادق دولة الامارات 90 بالمائة .