زرت مدينة اغادير المغربية وأقمت في فندق رويال أطلس على شواطئ المحيط الأطلسي التي امضيت فيها وقتا ممتعا مع الأصدقاء الإعلاميين والمكتب المغربي الوطني للسياحة أتناول معكم رحلتي إلى مدينة أغادير المغربية التي كانت بمثابة لحظات لا تٌنسى من المتعة و الاستكشاف في أغادير.
اغادير هي بالفعل عروس الجنوب المغربي يأتي إليها السائحون من مختلف بقاع العالم، قاطعين مسافات طويلة للاستمتاع بشواطئها وشمسها الدافئة طوال العام،
وتتميز المدينة بطقسها المعتدل، وطول شاطئها الممتد على مساحة 30 كيلومترا، وهذه الميزة هي التي جعلتها تحتل مكانة سياحية ممتازة، حيث تصطف فنادق ومنتجعات فخمة على الشاطئ وكلها تتوفر على ممرات مفتوحة في اتجاه الشاطئ، هذا بالإضافة غلى المعمار المغربي ـ الشرقي الذي يميز هذه الفنادق والمنتجعات بجانب اللمسة العصرية.
وبالإضافة إلى الفنادق والمنتجعات، توجد مرافق لممارسة الأنشطة الرياضية مثل الجولف والتنس والفروسية، والرياضات البحرية، مثل ركوب الموج، والتزلج على الماء، إلى جانب مرافق العلاج الصحي التي تعد من أكبر وأهم المنتجعات الصحية في المغرب وإفريقيا، خصوصا في مجال “التلاسوتيرابي”، أي العلاج بمياه البحر.
وبالعودة الي اسم “أغادير” انها كلمة أمازيغية وتعني “الحصن المنيع”. ولأغادير نصيب في مهرجانات المدن المغربية، من بينها مهرجان “السينما والهجرة”، الذي ينظم كل عام، ومهرجان جديد اسمه “تيميتار”، وهذا ينظم في شهر يوليو (تموز) من كل عام، ويقوم على فكرة الجمع بين الموسيقى الأمازيغية وإيقاعات العالم لتشجيع اللقاء بين الموسيقى المحلية والدولية، بالإضافة إلى مهرجان سنوي للمسرح.
تشتهر أغادير المنتجع الساحلي الرئيسي في المغرب بشوارعها العريضة التي تظللها أشجار النخيل وتصطف فنادقها العالمية على امتداد خليج ساحر تملؤها الرمال الذهبية . وأُعيد بناء أغادير في أواخر القرن العشرين بعد إصابتها بتدمير شبه كامل على إثر الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة في ،1960 أما أغادير اليوم فهي مدينة حديثة بالكامل وزادت ازدهارا بفعل السياحة . وكواجهة متقدمة للمدنية المغربية فإن أغادير جد مثيرة وللكثير من السياح تمثل تسهيلاتها السياحية وشمسها المشرقة على مدار العام أكبر عناصر الجذب السياحي فيها .
يوجد عدد من الفنادق الكبيرة في أغادير تقدم خدماتها للسياح القادمين لقضاء إجازاتهم والاستمتاع بأشعة الشمس المشرقة المضمونة في معظم أيام الشتاء على الأقل . وفي الوقت الذي تصطف فيه مجمعات الأربع نجوم الفندقية على جوانب الشوارع العريضة بما فيها من برك سباحة وملاعب تنس ومراكز الساونا توجد في أغادير أماكن أصغر يقصدها المغاربة والمسافرون المستقلون .
قلعة اغادير
هي القلعة المعروفة محليا بـ “أكادير اوفلا” ومعناها القصبة الموجودة في الأعلى، وهي عبارة عن معلمة تاريخية حية، تجسد تاريخ المدينة، كيف لا و هي التي شهدت الزلزال دون أن تتأثر به وبقيت شامخة. تقع القصبة على قمة جبل يعلو ب 236 متر عن سطح البحر وذلك بشمال مدينة أكادير التي يشرف عليها. تأسست سنة 1540 م على يد السلطان محمد الشيخ السعدي لهدف التحكم في ضرب البرتغاليين الذين استقروا عند قدم الجبل منذ 1470 م في إطار بحثهم عن طريق الهند، وقد أنشأوا عند الساحل قرب عين فونتي حصنا وأقاموا على سفح الجبل برجا آخر لمراقبته مما دفع السعديين إلى بناء القصبة على قمة نفس الجبل. لقد مكن هذا الموقع الاستراتيجي من قصف المنشآت البرتغالية بالمدافع في سنة 1541 م ثم تحرير الحصن البرتغالي المسمى “سانتاكروز” وبالتالي تناقصت أهمية القصبة إلى أن أعاد الغالب بالله السعدي بناءها
الموقع والطقس
تقع اغادير على ساحل المحيط الأطلسي المشمس إلى الجنوب الغربي من مدينة مراكش والدار البيضاء وشمال شرقي جزر الكناري التي تبعد مسافة 400 كيلومتر في المحيط . أما العاصمة الرباط فتبعد حوالي 600 كيلومتر .
وتتمتع أغادير بمناخ البحر المتوسط المعتدل على مدار السنة وبدرجات حرارة دافئة والكثير من أشعة الشمس المشرقة ومن أفضل الأوقات لزيارتها شهور الصيف الجافة التي تبدأ من يونيو/حزيران وحتى سبتمبر/أيلول عندما تسطع الشمس لمدة عشر ساعات يوميا وبمعدل درجات حرارة لا تتجاوز ال 23 درجة مئوية .
الشاطئ
تتمحور الحياة في أغادير حول الشاطئ الذي يبدو ضخما وبعكس أجزاء أخرى من مناطق شمال إفريقيا الأطلسية محميا من رياح المحيط العاتية . وتعمل سلطات المدينة على الإبقاء عليه نظيفا وآمنا . ويستطيع المستجمون الذين يمارسون الحمام الشمسي الاسترخاء في سلام، والفضل في ذلك يعود إلى دوريات الشرطة التي يلحظها الناس ولكنها لا تستفز مشاعرهم ويقومون بتخفيف مشاحنات الباعة المتجولين والمتسكعين في الشوارع . وفي مقابل التسكع حول المقاهي وبين أرائك الشاطئ التي يسترخي عليها الزوار تتوفر فرص عديدة أخرى للترفيه مثل الدراجات المائية ودراجات الأربع عجلات ودراجات “البوجي” وركوب الجمال والخيل بالإضافة إلى قطار سياحي صغير . والشيء السلبي الوحيد هنا هو التيار الرجعي تحت سطح الماء الذي يمكن أن يجعل السباحة في المحيط مسألة خطرة .
وكمدينة حديثة ومنتجع محدود يوجد في أغادير عدد قليل نسبيا من المناظر المثيرة أما الأسواق وميناء الصيد والمرسى الجديد فتستحق المشاهدة وتتوفر الكثير من ملاعب الجولف التي يمكن الاختيار بينها . والمكان الوحيد الذي يذكر بالماضي هو تالبورج القديمة وهي عبارة عن تلة من التراب أقيمت على أنقاض المدينة وتمت المحافظة عليها كتذكار لزلزال 1960 حيث قضى العديد من الناس ولم يعثر لهم على أثر .
أما الشواطئ في الشمال والجنوب فهي نسبيا غير متطورة ولكن استكشافها أمر مثير . وتجذب أمواج تاغازوت التي تبعد 15 كيلومتراً شمال أغادير عشاق ركوب الأمواج من جميع الأماكن في حين توفر حديقة سوس ماسا القومية التي تبعد 35 كيلومترا جنوبي المدينة فرصاً رائعة لمشاهدة الطيور حيث تزور بحيرة ماسا والكثبان المجاورة العديد من طيور اللقلق والقطا والفلامنكو بأعداد كبيرة . وفي عمق البر المغربي يمكنك الانطلاق في رحلة رائعة في ساعات النهار فهذا الوادي السحيق المحاط بأشجار النخيل يؤدي إلى مسالك جبلية توصل بدورها إلى قرى البربر وشلالات إيموزر دو لا أوتانان الموسمية التي تكون في أروع تجلياتها في فصل الربيع .
الترفيه العائلي
يحب الأطفال شاطئ أغادير الرملي ولكن من الأهمية بمكان الحذر من التيارات الرجعية تحت سطح الماء أثناء السباحة ويفضل الاكتفاء بالسباحة في برك السباحة في الفنادق . كما يوجد زوج من الحدائق الممتعة الصديقة للأطفال في وسط المدينة وهما حديقة وادي العصافير التي تحتوي على قفص كبير لحفظ الطيور وحديقة الرئيس كينيدي ذات المناظر الطبيعية الخلابة وكلاهما تحتوي على ملاعب للأطفال .
التسوق
تتوفر في سوقي أغادير الرئيسيين سلع قادمة من جميع أنحاء المغرب مثل السمك والفواكه والخضار والحرف اليدوية والتذكارات السياحية كالسجاجيد والمجوهرات الخشنة المشغولة حسب الذوق البربري والنعل الجلدي والرداء التقليدي والحقائب الجلدية . كما يوجد سوق للحرف التقليدية حيث تستطيع مشاهدة الحرفيين المهرة وهم يصنعون الحُلي الصغيرة للسياح .
وتتمتع أغادير بحياة ليلية مهمة حيث الكازينوهات وقاعات الديسكو بالفنادق . وتتركز معظم المراكز التي تفتح أبوابها حتى ساعات متأخرة من الليل حول شارع 20 العريض الموازي لشاطئ البحر، تلك المراكز التي يتوفر في بعضها مراقص الهواء الطلق .