أكد معالي الدكتور سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة حرص الإمارات على مواصلة التنسيق والتشاور، وتبادل الخبرات لدعم العمل الاقتصادي الخليجي المشترك، مشيداً بالجهود الهادفة، لضمان استمرارية الأعمال في جميع القطاعات خلال جائحة «كوفيد 19».
جاء ذلك خلال ترؤس الاجتماع الـ47 للجنة التعاون الصناعي الخليجي، الذي تم تنظيمه عن بعد، لمناقشة مجموعة من القضايا ذات الأولوية، واتخاذ القرارات بشأنها، لا سيما تلك المتعلقة بمرحلة ما بعد جائحة «كورونا»، والآليات الأمثل لتوظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في تحقيق التقدم والارتقاء بالقطاع الصناعي.
ورحب الجابر بوزراء الصناعة، كما رحب بالأمين العام ووزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار العماني لتوليهم مسؤولياتهم مؤخراً، كما توجه بالتهنئة للأشقاء في السعودية، بمناسبة اليوم الوطني السعودي.
وقال: «إن المستجدات والمتغيرات التي يشهدها العالم، بسبب الظروف الحالية، تؤكد حتمية مضاعفة التركيز على تعزيز العمل الخليجي المشترك، وإعادة تحديد التوجهات المستقبلية لمرحلة ما بعد «كوفيد 19»، آخذين في الاعتبار الأولويات التي تخدم مصالحنا، وتحقق أهدافنا في النمو والتقدم والازدهار، بما في ذلك التكامل الصناعي، وتبني برامج ومشاريع تكاملية مشتركة في الصناعات الاستراتيجية والحيوية، مع الاستفادة من المزايا الفريدة ونقاط الخبرة والقوة، التي تمتلكها كل دولة من دول المجلس».
وبين أن هناك العديد من الوسائل، التي يمكن أن تسهم في تنمية التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون، والتي تتركز في تعزيز الاستفادة من مزايا الاتفاقية الاقتصادية الموحدة، واستكمال متطلبات السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي، وكذلك العمل على توسيع نطاق السوق الخليجي، وإيجاد منافذ جديدة للتصدير ورعاية وتشجيع القطاع الخاص في إقامة مختلف أنواع المشاريع الإنتاجية، إضافة إلى إقامة المؤتمرات الخليجية المشتركة للتعريف بالصناعات الوطنية لدول المجلس.
وقال: «يعيش العالم الآن مرحلة الثورة الصناعية الرابعة، وهذا يتيح للقطاع الصناعي في الخليج العربي الاستفادة من ابتكارات هذه الثورة في المجالات ذات الصلة، مثل الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والتكنولوجيا الحيوية، وإنترنت الأشياء وغيرها، حيث تتمتع هذه التقنيات بإمكانات هائلة تسهم في تحقيق التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة».
وقال معاليه: «ستسهم التنمية الصناعية الشاملة في تعزيز القيمة المضافة وتنويع الأنشطة الاقتصادية، والمساهمة في حماية البيئة، من خلال تعزيز الموارد والكفاءة في استخدام الطاقة، ورفع الإنتاجية في العمليات التصنيعية، بالإضافة إلى آثارها الاجتماعية الإيجابية مثل رفع مستوى الأمن والسلامة في أماكن العمل، وتحسين الخدمات العامة والبنية التحتية، وبناء المدن الذكية».
وأكد أهمية اتخاذ إجراءات لحماية الصناعات الوطنية في التجارة الدولية والبينية، مشيراً إلى ضرورة تعزيز الصناعات الحيوية كالصناعات الطبية والغذائية، والاستعداد لمختلف الظروف المستقبلية، من خلال تأسيس مشاريع خليجية مشتركة وتكاملية في سلاسل الإمداد، وتأمين المواد الخام الحيوية، والتخزين الاستراتيجي للصناعات الحيوية مع إبراز الدور الكبير لتسهيل إجراءات التجارة البينية للسلع الحيوية في تحقيق التقدم المطلوب. واستعرض تجربة الإمارات في وضع استراتيجية وطنية للثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي.
وذكر أن الإمارات تمتلك تجارب وخبرات عملية مهمة في مجال الذكاء الاصطناعي ونشر تطبيقاته، وكذلك في مبادرات تعزيز القيمة المحلية المضافة.
ووجه دعوة للتنسيق والتعاون في هذه المجالات الحيوية، بما يسهم في تحقيق المصالح المشتركة لدول المجلس، مشيراً إلى فرص التعاون في مجالات الدراسات والبرامج التدريبية والبحث والتطوير في مجالات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي بين الجامعات والمعاهد والقطاع الحكومي والخاص عبر دول المجلس.