أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، أن التنوع والتعدد الذي يزخر به المجتمع الإماراتي سواء على مستوى اللون أو اللغة أو الدين أو الجنسية، يمثل حالة ثراء حقيقي نفاخر به العالم.
ويعتبر أحد أهم أسرار نجاح التجربة الإماراتية في النهضة والتقدم، والتي اتخذت من التسامح منهجاً، والتناغم وقبول الآخر واحترام الاختلاف، سبيلاً للتواصل والتعاون المشترك، لما فيه صالح الجميع.
جاء ذلك خلال المهرجان الوطني للتسامح والأخوة الإنسانية، الذي انطلق أمس، وتنظمه وزارة التسامح بحديقة أم الإمارات في أبوظبي تحت شعار «على نهج زايد»، بحضور كبار المسؤولين وعدد من الوزراء والسفراء المعتمدين لدى الدولة وأعضاء السلك الدبلوماسي وممثلي الأديان، وعدد من الجاليات المختلفة ورواد الحديقة والجمهور.
وبدأ حفل الافتتاح بالسلام الوطني وعروض فنية وفلكلورية تعبر عن التلاحم والتسامح بين البشر، وأدى الفنان حسين الجسمي والفنانة بلقيس أغنية «أنشودة التسامح» من كلمات الشاعر كريم العراقي وألحان الفنان إبراهيم جمعة، وحظيت بقبول رائع من الجمهور الذي حضر من مختلف الجنسيات وامتلأت به حديقة أم الإمارات.
وقام معالي وزير التسامح بتكريم الفنانين المشاركين في العلم، قبل انطلاق «مسيرة التسامح» داخل حديقة أم الإمارات، والتي تقدمها معالي الشيخ نهيان بن مبارك والوزراء وسفراء الدول والفنانون العرب والأجانب، واختتم الافتتاح بتقديم عدة لوحات في الفنون التراثية العالمية بمشاركة أكثر من 12 فرقة محلية ودولية.
عمل مشترك
وقال وزير التسامح في كلمته: «إننا في المهرجان الوطني للتسامح والأخوة الإنسانية، والذي تعتز وزارة التسامح بتنظيمه سنوياً تحت شعار «على نهج زايد» هذا القائد التاريخي والمؤسس العظيم الذي بنى هذه الدولة العزيزة على مبادئ التسامح والحوار والعمل المشترك من أجل تحقيق الخير والرخاء للجميع، بما يؤكد أن دولتنا الحبيبة إنما تلتزم بكل عزمٍ وقوة بقيم التسامح والأخوة الإنسانية.
وتعمل على نشرها وتأكيدها في العالم أجمع، وننظر إلى الجميع باعتبارهم أعضاء في مجتمع إنساني واحد، يعمل فيه الجميع معاً من أجل نبذ التطرف والتشدد، وتحقيق السلام والرخاء والحياة الكريمة في الوطن والعالم، مؤكداً أن هذا المهرجان إنما يؤكد على كل ذلك، ونعتز غاية الاعتزاز بوثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية التي صدرت خلال الزيارة التاريخية لقداسة البابا فرنسيس.
ومعه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وهي الزيارة التي كان لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة فضل الإعداد لها وتحقيق النجاح المرجو منها، فقد جعل سموه من هذه الوثيقة التاريخية رسالة سلام ومحبة ووفاق من الإمارات إلى العالم كله».
وأضاف أن المهرجان الوطني للتسامح والأخوة الإنسانية يجسد رسالة التسامح الإماراتي في كافة أنشطته وفعالياته، ويؤكد على ما تدعو إليه الوثيقة من أهمية أن يعمل الجميع معاً من أجل نبذ التطرف والتشدد، وتحقيق السعادة والنماء للمجتمع الإنساني في كل مكان.
مؤكداً أن وزارة التسامح إنما تعتز غاية الاعتزاز بأن أنشطة هذا المهرجان تنعقد في حديقة أم الإمارات، كما نعبر عن سعادتنا البالغة بأن مقر الوزارة يقع في هذه الحديقة الرائعة، التي تحمل اسم هذه السيدة العظيمة التي لها إنجازات هائلة ومتواصلة في خدمة المجتمع والإنسان في كل مكان، وترى في التسامح والأخوة الإنسانية طريقاً أكيداً لتحقيق السلام والتفاهم والتنمية والاستقرار في ربوع العالم كله.
ودعا الشيخ نهيان بن مبارك كافة المقيمين على أرض الإمارات والزائرين إلى المشاركة في المهرجان، الذي لا يكتمل نجاحه إلا بمشاركة الجميع، مثمناً الجهود الكبيرة التي بذلها شركاء الوزارة لإنجاح هذا الحدث الكبير، مؤكداً أنهم جزء مهم من نجاح المهرجان.