كثيرة هي الدول المتميزة بمعالمها السياحية التاريخية والعصرية في عالمنا.. وكذا الأخرى المتسمة بمرافقها وخدماتها الجاذبة أو بملامحها الأخاذة. ولكن بعضها فقط، يتفرد بحكايته الجمالية كما حال ” المغرب ” المطرزة بلآلئ الجمال البكر وأسراره. إذ تبدو هذه الدولة لزائرها، وفور أن يحط الرحال في أي بقعة ضمن أجزائها الأربعة، ككتاب مفتوح مسطورة صفحاته بأبجدية طبيعة غناء تشكل قوام قصص عذبة شائقة تتراقص على لحن الشجر والجبل والبحيرة والنسيم العليل.
منذ اللحظات الأولى التي تطأ قدمك كازا أو مراكش أو اغادير أو طنجة.. أو غيرها من المدن المغربية ستتبدى لك جلية صور المهارة والذكاء في استيعاب أوجه الحداثة والتطوير العصريين في معالم البلد وأشكال الخدمات والترفيه والعناية الصحية فيه، بحيث لا تكون على حساب رونق ومكون الطبيعة البكر الساحرة. إذ نجحت هذه الدولة في صهر التحديث ضمن مفردات طبيعتها الجميلة مشكلة قالباً متناغماً تتنوع مظاهره وتتراصف لتوفر للقادمين إليها أبهى لوحات وصيغ التمتع بجمال المكان، جنباً إلى جنب مع أهم الخدمات .
هكذا هي الحكاية هنا.. إنها سيرة إحدى أساطير عالمنا الحديث المنسوجة فصولها على مغزل الحب بخيوط الخيال وقوة البراهين الواقعية العملية الناجحة. فلكل مدينة أو بقعة مغربية ترنيمتها الساحرة، إلا أنها تؤلف جميعاً، أنشودة لا فكاك حين سماعها من السفر إلى صور وأخيلة رقيقة بديعة نعيش ونختبر في خضمها معاني الجمال الفطرية وألق اللقاء بين شعوب العالم في أحضان الطبيعة، .
وصلنا مدينة اغادير في ساعات الصباح الأولى قادمين من مطار محمد الخامس. وقد بدت لنا حالمة مشرقة حبلى بقصص التاريخ والحاضر، وهي في ساعات يقظتها الأولى وبينما تتمطى على ضفاف ساحل المحيط الأطلسي وتمتاز بطقسها المعتدل وطول شاطئها، ورمالها الذهبية، والعمارة المغربية التي ميزت فنادقها السياحية. كانت مرشدتنا الغالية الاستاذة مليكة مالياري تعرفنا ونحن نخترق طرقاتها وساحاتها في السيارة، ببعض معالمها فتفتح لنا مع كل محطة صفحة من كتاب روائع هذه المدينة.
ومن ثم خرجنا منها متجهين نحو مقر إقامتنا المقرر، وهو منتجع مارينا و إذ بهرتنا أناقته وفخامته البعيدتين عن البهرجة والمغالاة.. خاصة مع تصاميمه المشكلة بسحر البساطة والواقعية والدلالات البيئية والثقافية الرفيعة التي تعكس حقيقة اسمه: « مارينا ». إذ إنه يتراءى كمعرض فني حافل باللوحات والمنحوتات والرموز والتصاوير التي تحكي لقاء ثقافات العالم..
وفي هذا الصدد، يتضح فعلياً كيف أن مالكه أراده ومنتجعاً استشفائياً ينتصر لوئام شعوب العالم ويحتفي بغنى وقيمة الحضارات الإنسانية كافة، وأن يعزز ويدعم حماية البيئة، فتلك المسائل والنقاط جميعاً تعكسها وتدعو إليها وترسخها شتى الأركان في منتجع مارينا، وبشكل خاص ومحدد طبيعة خدماته وتعامل كادره ومكون زواره، وأيضاً ما يشتمل عليها من مطاعم ، غربية وشرقية الطابع في آن معاً. وتتوافر في « مارينا »، شتى أنواع الخدمات الفندقية والصحية والاستشفائية الراقية.