والوفاء هو الفضيلة المتحالفة مع الصدق، وتتمثل مهمتها في توجيه الشخص إلى الوفاء بوعوده، إن الصدق يحث المرء على أن يلائم كلامه أفعاله، حتى في النظام الطبيعي فإن الوفاء فضيلة، فنحن بطبيعتنا كائنات اجتماعية،انتشار المحبة والسعادة بين الناس والشعور بدفئ العلاقات والطمأنينة وهذا يعني في الواقع أننا نعتمد على الآخر، وبما أننا نعتمد، فنحن بحاجة لأن نثق ببعضنا البعض حتى نتمكن من بناء الوحدات الاجتماعية الضرورية، مثل الأسرة والمجتمع وما إلى ذلك، وإذا كان الأفراد ليسوا صادقين، وليسوا جديرين بالثقة، ولا يتمتعون بالوفاء لما يقومون به، يبدأ النظام الاجتماعي كله بالانهيار، وبسبب الافتقار إلى الوفاء في مجتمعنا، هذا ويعتبر عدم الوفاء بالعهد لهو من الخيانة، حيث لا يحل لإنسان أن ينكث بالعهد، ويعتبر الوفاء سمة من سمة المسلم الحق، الذي يلتزم بالعهد قولا وفعلا، ويعتبر كذلك الوفاء بالعهد من الأخلاق الحميدة التي يجب أن يتصف بها المسلم الحق.
والوفاء بمعانيه من حفظ للعهود والوعود، وأداء للأمانات، واعتراف بالجميل، وصيانة للمودة والمحبة، أمر حث عليه الدين الإسلامي وجميع الأديان السماوية، وقد ذكره الله سبحانه وتعالى في العديد من المواضع في القرآن الكريم، حيث أمرنا الله في الوفاء بالعهد فقال تعالى : ” وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ “ ويأتي بعد ذلك معني الوفاء للسنة والعمل بما أوصي به رسول الله وتوصيل رسالته للعالم