يُعول القطاع الفندقي على السياحة الداخلية للمساهمة بدور رئيس في تحريك عجلة الإشغال مرة أخرى خلال الفترة المقبلة، وإعادة شريان الحياة للقطاع، بما يعزز قدرته على استعادة نشاطه تدريجياً، ووضعه على طريق التعافي من التداعيات السلبية لفيروس كورونا المستجد، التي ألقت بظلالها على القطاعات المختلفة، وخاصة قطاع السياحة والسفر.
وأكد مديرو فنادق عاملة في المدن المغربية استعداد القطاع الفندقي في المغرب لاستقبال النزلاء في أقرب وقت ممكن، لافتين إلى أن القطاع قام خلال الفترة الماضية بإعداد خطط تشغيلية جديدة تواكب المتغيرات التي فرضتها جائحة كوفيد-19، والتي وضعت صحة وسلامة النزلاء كأولوية قصوى لدى إدارات الفنادق.
وأشار هؤلاء إلى أن القطاع الفندقي يراقب بشكل وثيق التطورات الخاصة بجهود احتواء «كوفيد-19» محلياً وعالمياً، ويعمل مع كافة الجهات المختصة لتطبيق تدابير احترازية صارمة، تتوافق مع إرشادات وتعليمات واشتراطات الدوائر والجهات المختلفة، خاصة فيما يتعلق بقواعد التباعد الاجتماعي وبرامج التعقيم الداخلي بالفنادق، وقواعد تنظيف الغرف ومحتوياتها، فضلاً عن تركيب مستشعرات لقياس حرارة النزلاء عند مداخل الفنادق.
وفي الوقت الذي يبدو فيه من المبكر الحديث عن استئناف القطاع حالياً لنشاطه بشكل ملموس، يأمل مديرو فنادق في أن تسهم إجراءات تخفيف قيود الحركة، والتي تم اتخاذها مؤخراً، والتدابير الاحترازية التي تقوم بها الفنادق لتعزيز صحة وسلامة الزوار، في تحريك الإشغال، بدايةً من شهر يونيو من قبل السياحة الداخلية، التي يتوقع أن تكون الرافد الرئيسي للقطاع خلال الأشهر المقبلة، مع تزايد هذه الآمال بإمكانية استقبال زوار من الخارج، وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي، والدول الأوروبية خلال أشهر الصيف، في حال رفع قيود السفر وعودة رحلات الطيران لنقل الركاب.
عبد الهادي العلمي
وقال عبد الهادي العلمي الرئيس والمدير العام لمجموعة “دنيا أوطيل”، وفندق خليج أكادير إن جائحة «كوفيد-19» فرضت واقعاً جديداً على كافة مناحي الحياة والقطاعات الاقتصادية المختلفة ومنها قطاع الضيافة، الذي يعمل بدوره على التكيف مع الواقع الجديد، من خلال اتخاذ التدابير والإجراءات الاحترازية المطلوبة لضمان سلامة وصحة النزلاء عند عودتهم للسفر والسياحة في المستقبل.
وأشار عبد الهادي العلمي إلى أنه في ظل حالة عدم اليقين المرتبطة برفع قيود السفر وإعادة تشغيل رحلات الطيران، وصعوبة اتخاذ قرار السفر لغرض السياحة من قبل الأفراد والأسر مع استمرار الجائحة، فإنه سيكون من الصعب الحديث عن استعادة القطاع لنشاطه بشكل ملحوظ قبل سبتمبر المقبل، على الأقل، مع عودة حذره لنشاط سياحة الأعمال والتي قد تقتصر في بدايتها على الزيارات الضرورية، مشيراً إلى أن الصدى الواسع للجهود الضخمة التي تقوم بها الحكومة المغربية لاحتواء »كوفيد-19» وتعاملها الإيجابي مع هذه الجائحة، سيسهم في تعزيز ثقة القادمين إلى المملكة المغربية مستقبلاً في سلامة وأمان الأوضاع الصحية في المغرب.
خليل بن محمد
من جهته، قال المدير العام لفندق أطلس مارينا أغادير الاستاذ خليل بن محمد، أنه رغم أن الصورة مازالت غير واضحة بشأن المدى المتوقع لاحتواء فيروس كورونا وعودة الحركة إلى القطاع الفندقي، فإن فنادق أطلس مارينا أغادير جاهزة لاستقبال الزوار عندما تتحسن الأوضاع في أي وقت، فالأطقم الفندقية متوفرة، والتدابير والإجراءات الاحترازية يجرى تطبيقها في الفنادق التي مازالت قيد التشغيل حتى الآن، ومتابعتها والتفتيش عليها بشكل صارم من قبل الجهات المختصة، مثل البلدية ودائرة السياحة.
وأوضح خليل أن الواقع الجديد الذي فرضه فيروس كورونا على العالم كله، وضع الإجراءات الصحية في صدارة اهتمام أي قطاع يتطلع إلى التعافي والعودة للتشغيل، ومنها قطاع الضيافة، مشيراً إلى تطبيق الفنادق قواعد جديدة لتنظيف الغرف وتطهيرها بالمطهرات القياسية المعتمدة، والتعاقد من شركات تعقيم معتمدة من قبل الجهات المختصة، فضلاً عن التزامها التام بالإرشادات التي تصدر عن الهيئات ذات الصلة، لضمان سلامة النزلاء والموظفين، على حد سواء.
وفيما يتعلق بآفاق الإشغال في الفترة المقبلة، أشار إلى جاهزية الفنادق للعمل بكامل طاقتها في أي وقت، لافتاً إلى أن عدم وضوح الصورة يجعل من الصعب التوقع على المدى القصير، خاصة بالنسبة للسياحة الخارجية، لكن ما يبعث على التفاؤل بالمستقبل، هو تلقى الفندق طلبات أسعار لحجوزات لمجموعات سياحية لفترة طويلة من يناير وحتى يونيو 2021، من أسواق مختلفة.
باتريك كاميليا
بدوره، قال السيد باتريك كاميليا مدير فندق كنزي تاور الدار البيضاء إن الفندق مستعدة من الآن لاستقبال النزلاء وفقاً لقواعد وضوابط صحية صارمة، مشيراً إلى أنه وعلى الرغم من الأزمة الراهنة، فإن هناك عدداً من الفنادق مازال يعمل، ومنها فندقه الذي تصل فيه نسبه الأشغال إلى نحو 45% لنزلاء الإقامات الطويلة
وأضاف باتريك كاميليا أنه وفي ضوء قواعد التشغيل الحالية، يلتزم طاقم الفندق بأدق تفاصيل الإجراءات الاحترازية التي اشترطها وزارة السياحة، والتي تشمل ارتداء طاقم خدمة الغرف زياً كاملاً للعزل، وكمامات وقفزات، خلال عمليه التنظيف التي تمتد لكل تفاصيل محتويات الغرفة للتأكيد من تعقيمها بشكل كامل، فضلاً عن تركيب أجهزة قياس الحرارة في مدخل الفندق والقيام بعمليات تطهير متواصلة للمصاعد والأسطح التي يتعامل معها النزلاء.
لوران إزدان
وقال السيد لوران إزدان مدير فندق حياة ريجنسي الدار البيضاء إن تطوير البرنامج الذي أطلق عليه «حياة ريجنسي» جاء لتلبية توقعات المستهلكين المتطورة خلال جائحة «كوفيدـ 19» حيث تشير الأبحاث إلى ارتفاع مخاوف المستهلكين بشأن النظافة خلال السفر، الأمر الذي يجعل الثقة في معايير النظافة أمراً حاسماً عند عودة بدء تشغيل الرحلات.
وتشمل المعايير الفندقية الجديدة، التي مازالت قيد التطوير ضمن البرنامج، وضع ختم على باب الغرفة، في إشارة للضيوف إلى أن غرفهم لم يتم استخدامها منذ تنظيفها وتطهيرها بالكامل، وزيادة عدد مرات تطهير الأسطح التي يتم ملامستهم بشكل متكرر أكثر من غيرهم، وتطهير إضافي للأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر في الغرف – مثل مفاتيح الإضاءة، ومقابض الأبواب، وأجهزة التحكم بالتلفزيون، وأجهزة التحكم بالتكييف وغيرها.
وتشمل كذلك تقليل المستلزمات الورقية، وإزالة الأقلام والأوراق ودليل الهاتف، والاستعانة ببدائل رقمية، أو إتاحة تلك المستلزمات عند الطلب، ووضع إرشادات محسنة لتطهير مركز اللياقة البدنية في الفندق، وقد يتم إغلاقه للتنظيف عدة مرات يومياً، والحد من عدد الضيوف المسموح لهم بالدخول في وقت واحد، وزيادة وتيرة تنظيف الأماكن العامة، وتوفير المناديل المعقمة عند المداخل الرئيسية والمناطق التي تشهد حركة كبيرة، وتشجيع الضيوف على مسح أزرار المصاعد قبل الضغط، إضافة إلى مزايا تكنولوجيا المفتاح الرقمي للضيوف الراغبين في تسجيل الوصول دون لمس أية أسطح.