أكد خبراء مشاركون في «مؤتمر ومعرض الطيران ميناسا 2019»، الذي انطلقت فعاليته أمس في دبي، أن القطاع سيشهد انطلاقة جديد خلال العام المقبل، في ظل التوقعات بوصول الحرب التجارية الأمريكية الصينية إلى نهايتها، واستيعاب السوق لتداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف الخبراء أن قطاع الطيران في الإمارات، نجح في مواصلة النمو على الرغم من التحديات الإقليمية والعالمية، في ظل مواصلة الاستثمار في تطوير البنية التحتية للقطاع، وتوسع الناقلات الوطنية، وتوسع المطارات المحلية، وبدعم من الموقع الجغرافي المتميز، الذي يعد من أهم عوامل نمو القطاع.
نمو رغم التحديات
وقال محمد أهلي مدير عام هيئة دبي للطيران المدني، إن قطاع الطيران المدني في الإمارات بشكل عام، وفي دبي بشكل خاص، تمكن من تحقيق مستويات نمو مستدامة، على الرغم من التحديات الإقليمية والعالمية التي يواجها القطاع، مشيراً إلى نجاح الإمارات بإرسال أول رائد فضاء إماراتي، توج النجاحات التي حققتها دولة الإمارات في العديد من القطاعات، منها قطاع الطيران والفضاء. وأضاف أن هناك 4 مرتكزات أساسية لنجاح قطاع الطيران المدني، تمثلت في توسع ونمو الناقلات الوطنية، وتوسع المطارات المحلية والابتكار، ومواصلة الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، والموقع الجغرافي الذي يعد من أهم عوامل نمو القطاع، ويسهم بدور فاعل في الناتج المحلي الإجمالي، كونه أحد القطاعات غير النفطية التي تتزايد أهميتها للتنوع الاقتصادي.
وأضاف أن الهيئة تواصل الاستثمار في البنية التحتية للطيران المدني، من خلال تطوير أنظمة الملاحة الجوية وإدارة الحركة الجوية، لتضمن سلامة وكفاءة عمليات التشغيل، إضافة إلى التحسينات المستمرة الرامية إلى تحقيق استفادة مثلى للمجال الجوي.
حلول إيجابية
وقال السير تيم كلارك رئيس شركة طيران الإمارات، إن الأشهر المقبلة ستشهد تحولاً إيجابياً في صناعة النقل الجوي، في ظل التوقعات بالوصول إلى حلول إيجابية للحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة قبيل الانتخابات الرئاسية في أمريكا، بالإضافة إلى إغلاق ملف البريكست، مشيراً إلى أن عمليات طيران الإمارات حققت نمواً بنسبة 7 %، على الرغم من تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في القطاعات الاقتصادية.
وأضاف كلارك خلال مشاركته في الجلسة الرئيسة، أنه من المتوقع أن تحقق طيران الإمارات نتائج إيجابية للنصف الأول من العام الجاري، على الرغم من التحديات الإقليمية والعالمية التي واجهتها صناعة النقل الجوي، والتي تتمثل في الوضع الاقتصادي العالمي والحروب التجارية والأوضاع الجيوسياسية في المنطقة، مشيراً إلى أن الناقلة، وعلى مدار تاريخها، نجحت في تجاوز العديد من التحديات، سواء التشغيلية أو الجيوسياسية، مستفيدة من البنية التحتية والعالمية لقطاع الطيران في دبي.
خط دبي مكسيكو سيتي
وأوضح كلارك أن طيران الإمارات عندما تقرر افتتاح خط جديد، فإنها تقوم بدراسة هذا الخط من جميع الجهات، منتقداً محاولة الشركات المنافسة تعطيل أو إعاقة خطط طيران الإمارات التوسعية، مشيراً إلى أن طيران الإمارات ماضية في مواصلة خططها لإطلاق خط دبي مكسيكو سيتي، عبر مدينة برشلونة الإسبانية، باستخدام الحرية الخامسة، رغم ما تقوم به شركة إيرومكسيكو من خطوات لعرقلة افتتاح هذا الخط، حيث إن طيران الإمارات تمتلك موافقات من الحكومة المكسيكية، تدعم توجهات الناقلة في افتتاح الخط في الموعد المحدد، في التاسع من شهر ديسمبر المقبل.
طائرات 777 إكس
وحول تسلم طائرات 777 إكس، أشار كلارك إلى أنه من غير المتوقع أن تقوم شركة بوينغ بتسليم أول طائرة 777 إكس وفق الموعد المحدد في يونيو 2020، في الوقت الذي تواجه فيه شركة تصنيع الطائرات الأمريكية، تحديات في تصنيع الطائرة، كما أن هناك تأخيراً في محركات «جنرال إلكتريك»، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر في خطط الشركة التوسعية، وطرحها لمنتج الدرجة السياحية الممتازة، التي كانت ستقدم على هذا الطراز، وكذلك طائرات إيه 380 الجديدة.
وقال: إن الإمارات لا تزال تنظر إلى طائرات بوينغ 777 إكس و787، بالإضافة إلى طائرات إيرباص إيه 330 وإيه 350، لكن لم يتم التوصل لاتفاق مع «رولز رويس»، بخصوص المحركات التي تشغل طائرات إيرباص، ونتطلع أن يتم ذلك خلال الأشهر المقبلة.
توماس كوك
وأكد كلارك أن عمليات دناتا التابعة لطيران الإمارات، تأثرت بإفلاس توماس كوك في السوق الأوروبي بوجه عام، والبريطاني على وجه التحديد، وذلك لوجود عمليات مشتركة معها، حيث تقدم دناتا خدمات المناولة الأرضية والتموين لرحلات توماس كوك، فضلاً عن التعاون في تقديم باقات وبرامج سياحية مشتركة، مشيراً إلى انكشاف مجموعة الإمارات على شركة توماس كوك البريطانية، التي أعلنت إفلاسها مؤخراً، وأن الشركة حالياً تقوم بتقييم حجم هذا الانكشاف، الذي وصفه بـ «غير القليل»، والذي سينعكس في النتائج المالية نصف السنوية للمجموعة التي سيتم الإعلان عنها قبل انطلاق معرض دبي للطيران.
طائرة ماكس
وذكر كلارك أن جهود بوينغ لإصلاح الأنظمة في طائرة ماكس، يجب أن تقنع المشرعين قبل اتخاذ قرار العودة إلى التشغيل، والذي لا يتوقع أن يكون قبل ديسمبر المقبل، مشدداً على أهمية الإبقاء على تدخل العنصر البشري في صناعة الطائرات بالتوازي، مع الاستفادة من التقنيات الحديثة في زيادة الكفاءة التشغيلية.
وأشار إلى أن هذه الطائرة لن تعود للتحليق مرة أخرى، إلا إذا كانت آمنة بنسبة 100 %، ولا يمكن السماح بعودة هذه الطائرة إلى التحليق، إلا إذا قدم المصنع كل مع يقنع الجهات التنظيمية في مختلف البلدان، بمستويات الأمان المطلوبة، وأن الموافقة على تحليق هذه الطائرة، يجب أن تكون جماعية، إذ ليس من المنطق أن يسمح لهذه الطائرة بالتحليق في بلد دون آخر.
خيارات
وأكد عادل علي الرئيس التنفيذي لشركة العربية للطيران، أن الشركة ستطلب شراء ما يتراوح بين 100 و120 طائرة، وأن هناك مجموعة من الخيارات التي لا تزال قيد الدراسة، منها طائرات إيه 220، وإيه 321، وبوينغ 737 ماكس، و737 الجيل الجديد، مشيراً إلى أن قرار نهائي بشأن طلب شراء طائرات جديدة، سيتخذ في آخر 2019 أو بحلول يناير 2020.
وأضاف علي أن العربية للطيران، سوف تتسلم الطائرة الثالثة من طراز «إيرباص A321neo LR»، يوم الجمعة، من أصل طلبية تتكون من 6 طائرات من هذا الطراز. مشيراً إلى أن الناقلة تدرس مجموعة من الوجهات الجديدة في أفريقيا وآسيا وأوروبا.