بخطى واثقة تسير إدارة الفنون التشكيلية في هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» مُعانِقةً الفن بكافة أشكاله، وساعيةً للارتقاء بالذائقة الفنية التي تنعكس على فكر الإنسان وأسلوب حياته بشكل حضاري، لتؤسس لمجتمع يمتلك نظرةً عميقة تغذيها التجارب الفنية والفكرية والثقافية الغنية.
على الساحة المحلية، نجح الفنان التشكيلي الإماراتي في إثبات حضوره، فالمؤهلات عالية، والفرص التي تمنحها دبي للمبدعين متميزة، وسبل التطور متاحة للجميع في ظل وجود هيئة مختصة تدعم التجارب الحقيقية والمواهب اللافتة.
ومع قائمة الفعاليات التي لا تنتهي، والحراك الثقافي الفني الذي تصنعه «دبي للثقافة»، وتوفر من خلاله فرص التواصل بين الفنان المحلي ونظيره العالمي، تخطى الفنان الإماراتي مرحلة التأسيس، واجتاز مرحلة التعلم واكتساب الخبرات بنجاح، حتى وصل اليوم إلى الاحتراف، ولم تعُد العالمية حلماً صعب المنال، هذا ما أكده خليل عبدالواحد مدير إدارة الفنون التشكيلية بالهيئة، لافتاً إلى أن «دبي للثقافة» سخَّرت كافة جهودها في سبيل تقديم وتهيئة أجيال تمتلك نظرة مختلفة للفن، وتتعامل معه كمطلب أساسي من مطالب الحياة، ما زاد الوعي به وبقيمته وبأهمية حضوره وتفعيل دوره في المجتمع.
وأكد عبدالواحد أن الفن التشكيلي في دبي يعيش عصره الذهبي، مشيراً إلى أن المدينة تحولت إلى معرض فني مفتوح، ما انعكس بالتالي على عطاء الفنان الإماراتي الذي ثبَّت أقدامه في أرضية الفن التشكيلي، ونضجت تجربته، ليصبح ممثلاً لبلده في المعارض العالمية والمحافل الدولية.
وأوضح عبدالواحد أن اهتمام الدولة الكبير بالفن والفنانين، جعلها بيئة خصبة وداعمة ومنتِجة للأعمال، وأضاف: الفن قوة ناعمة تثبت حضور الدولة وأبنائها على خريطة الإبداع العالمي، وتحفل قائمة الفن التشكيلي بأسماء محلية بارزة أثْرَت الساحة، وقدمت رصيداً غنياً من إبداعات لفتت الأنظار، ومن هؤلاء الفنانين عبدالقادر الريس، والراحل حسن شريف، والدكتورة نجاة مكي، ومحمد كاظم، وعبدالرحيم سالم، وغيرهم، كما ترك مبدعونا بصمات لافتة ومؤثرة، وأبرزها العمل الفني للمبدع محمد مندي، المتمثل في المئذنة التي قام بتصميمها وتنفيذها للمنتدى الإسلامي في «بنسبرج» في ألمانيا، وتحوي كلمات الأذان كاملة بالخط الديواني، ويبلغ ارتفاعها 36 متراً، وفاز عن عمله هذا بالجائزة الأولى على مستوى المنتديات الإسلامية في أوروبا.
وأشار عبدالواحد إلى أن الفنان الإماراتي أثبت أنه جدير بالدعم والاهتمام الذي تقدمه له الدولة، لافتاً إلى أن كثيرين نجحوا في إثبات حضورهم كقيِّمين فنيين يقومون بمهمة انتقاء مجموعة من الفنانين للمشاركة في معارض متنوعة، بـ«ثيمات» مختلفة، مُستندين في ذلك إلى خبراتهم، ليلهموا الفنانين المشاركين في تقديم أعمال ولوحات فنية تنطق إبداعاً.
وأكد أن المؤسسات والجهات المختلفة أصبحت جزءاً فاعلاً في الحراك الثقافي الفني، حيث ساهمت في خلق بيئات للإبداعات الفنية، وفعَّلت التعاون مع هيئة الثقافة والفنون في دبي إيماناً منها بأهمية دور الفن وقيمته وتأثيره الإيجابي في المجتمع.