كتب : ضيف الله المطوع
وإنا على فراقك يا عمى لمحزونون في ذلك اليوم الحزين صعدت روحه الطاهرة الى بارئها فكانت مثل عصفورة حلقت في الفضاء بعد ان ترنمت كثيرا فوق اغصان الشجيرات الوريقة وغادرت روضتها الجميلة بعد ان سكبت في تلك الخمائل اغنياتها المطرزة بخيوط القمر فقد عانقت روح عمنا العزيز ضيف الله بن علي المطوع رحاب المولى عز وجل وما زالت ابتسامته العريضة وكعادته في الدنيا تغمر وجهه بينما الاحزان والالم تلف وجوه اصحابه من المشيعين لداره الاخيرة
لقد ذرفت عيون الامواج البشرية من المشيعين دموعا سخية بللت كل انحاء الوجوه لفراق انسان كان عادته العطاء الجزل لإدخال الفرح والسرور في القلوب لكل من حوله من كبار القوم وصغارهم فكان مثل ( البدر ) يسكن في كبد السماء يرسل اشعته الفضية في وسط الظلام ويحيله الى باقة من الورود !!
واذا كانت المآقي حكت تسكب الدموع حرقة والما لهذا الفراق الاليم فان عيوني كانت تذرف الدماء من هول هذه الفجيعة التي المت بي وبالأسرة بأسرها وهي التي مازالت في امس الحاجة الى حنانه وعطفه ويداه الكريمتان الممدودتان مثل اشجار ترمي بظلالها الوريقة في وقت الهجير !!
انا بالذات محزون جدا ومكدور للغاية ومازال الالم يعصر فؤادي لفراق عمي العزيز (ضيف الله) الذي كان بالنسبة لي مثل ينبوع من المياه العذبة ارتوي منها كلما اصابني الظمأ في رحلتنا الطويلة في هذه الحياة الفانية وهو يعزف الا على اوتار النغم ويداعب عقولنا بكلمات منسوجة من اضواء النجوم فكانت تلك الكلمات تصافح مسامعنا مثل قصيدة جادت بها قرائح انبل الشعراء
الراحل الفقيد عمنا (ضيف الله) كان كريم السجايا وانيق العطايا مجبولا على التعايش من خلال الفرح النبيل ليس على محيط الاسرة وحسب بل على نطاق كل من تعرف عليه من البشر . مما جعل يوم التشييع لمثواه الاخير يهدر بموجة من خلائق المولى عز وجل وبمختلف الاعمار واكتست تلك الوجوه بالحزن الدفين ولم يكن هناك احد من المشيعين الا وقد اعتراه البكاء وتألم من اعماقه واعاد من خياله شريط الذكريات مع الغائب الذي كان يركض صوب مرافئ العمل الخيري بقلب ينبض بكل معاني الانسانية لانقاذ محروم او اعانته من كربته . لقد فقدنا عمنا العزيز كثيرا من هذه الدنيا الا انه مازال معنا من خلال ابناءه الذين يقتفون اثره ذلك لان هؤلاء الابناء بجانب ومضات الخير المتدفق في حناياهم ارتقوا الى اعلى مدارج التعليم وتبوؤو المناصب العديدة . اسكن الله عمنا العزيز (ضيف الله ) في جنات الفردوس مع الصديقين والشهداء